221

Charles Darwin: Su vida y cartas (Parte Uno): Con un capítulo autobiográfico por Charles Darwin

تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين

Géneros

شكرا على خطابك الذي بتاريخ 27 سبتمبر. إنني في غاية السعادة لمعرفة أنك تدرس مسألة التوزيع بالاتساق مع الأفكار النظرية. إنني على إيمان راسخ بأنه دون التخمين لا تتأتى ملاحظة جيدة أو أصيلة. قليل هم الرحالة الذين اهتموا بنقاط كالتي تعمل عليها الآن، وبالطبع إننا متأخرون بشدة في موضوع توزيع الحيوانات مقارنة بذلك الخاص بتوزيع النباتات. تقول إنك دهشت بعض الشيء لعدم إعطاء بحثك في مجلة «أنالز آند ماجازين أوف ناتشورال هيستوري» أي اهتمام. لا أستطيع أن أقول إنني كذلك؛ فقليل جدا من علماء التاريخ الطبيعي يهتمون بأي شيء خارج حدود وصف الأنواع. غير أنك يجب ألا تفترض أنه لم يهتم أحد ببحثك؛ فقد لفت انتباهي إليه اثنان من الرجال الأكفاء جدا، وهما السير سي لايل والسيد إي بلايث من كلكتا. ورغم اتفاقي معك في استنتاجاتك في هذا البحث، فأعتقد أنني ذهبت لأبعد منك كثيرا؛ لكن الموضوع أطول كثيرا من أن أضعه في حيز تخميناتي. لم أطلع بعد على بحثك حول توزيع الحيوانات في جزر آرو. سوف أقرؤه بأقصى قدر من الاهتمام؛ إذ أعتقد أنها أكثر الأماكن مدعاة للاهتمام في الكرة الأرضية بأسرها فيما يتعلق بالتوزيع، وطالما أقدمت على محاولات غير تامة بالمرة لجمع بيانات عن أرخبيل الملايو. سوف أكون على استعداد تام لتأييد نظريتك عن الهبوط؛ قطعا، بناء على دليل الشعاب المرجانية المستقل تماما، لونت خريطتي الأصلية لجزر آرو (في عملي عن الشعاب المرجانية) باعتبارها منطقة هبوط، لكنني تراجعت وتركتها دون تلوين. لكن أستطيع أن أرى أنك تنزع للذهاب إلى ما هو أبعد في مسألة الاتصال السابق بين الجزر المحيطية والقارات أكثر مني؛ فمنذ قول إي فوربس المسكين بهذه النظرية وكثيرون يؤيدونها بحماس؛ ويناقش هوكر باستفاضة الاتصال السابق بين كل جزر القطب الجنوبي ونيوزيلاندا وأمريكا الجنوبية. منذ عام مضى ناقشت هذا الموضوع كثيرا مع لايل وهوكر (فسأحتاج إلى تناوله)، وكتبت ما لدي من حجج معارضة؛ لكن قد يسرك أن تعرف أن لايل وهوكر كليهما لم يعتدا بحججي. بيد أنني، للمرة الوحيدة في حياتي، تجاسرت على تحدي فطنة لايل التي تكاد تكون خارقة للطبيعة.

لقد سألتني عن أصداف اليابسة التي على جزر بعيدة جدا عن القارات؛ ماديرا بها قلة متشابهة مع تلك التي في أوروبا، والدليل هنا قوي حقا؛ حيث إن بعضها جزئي التحفر. في جزر المحيط الهادئ هناك حالات من التطابق، وهي ما لا أستطيع في الوقت الحالي إقناع نفسي بتفسير وجوده بالاستقدام عن طريق الإنسان؛ وإن كان الدكتور أوجستس جولد قد بين بنحو قاطع أن العديد من أصداف اليابسة قد انتشر في أنحاء جزر المحيط الهادئ عن طريق الإنسان؛ حالات الاستقدام هذه غاية في الإزعاج. ألم تجد الأمر كذلك في أرخبيل الملايو؟ لقد بدا لي في قوائم ثدييات تيمور وجزر أخرى، أن «العديد» منها على الأرجح قد توطن .

لقد سألتني ما إن كنت سأناقش مسألة «الإنسان». أعتقد أنني سأتجنب الموضوع برمته، لما يحيط به من تحيزات جمة؛ وإن كنت أقر تماما أنه أكبر المشكلات التي يواجهها عالم التاريخ الطبيعي وأكثرها إثارة لاهتمامه. إن كتابي، الذي ما زلت أعمل فيه منذ ما يقرب من عشرين عاما، لن يصحح أو يحسم أي شيء؛ لكن أرجو أن يساعد في تقديم مجموعة كبيرة من الحقائق فيما يتعلق بغرض واحد محدد. إنني أتقدم على مهل شديد، من ناحية بسبب سوء الحالة الصحية، ومن ناحية أخرى لأنني أعمل على نحو بطيء جدا. لقد كتبت نصفه تقريبا؛ لكن لا أعتقد أنني سأنشره قبل بضعة أعوام؛ فما زلت منذ ثلاثة أشهر كاملة في فصل واحد عن التهجين!

يدهشني أنك تتوقع البقاء بالخارج ثلاثة أو أربعة أعوام أخرى. يا له من قدر رائع ذلك الذي ستراه، وكم هي مناطق مثيرة للاهتمام، أرخبيل الملايو العظيم وأجزاء أمريكا الجنوبية الأكثر ثراء! إنني أقدر وأجل لأقصى درجة حماسك وشجاعتك في سبيل علوم التاريخ الطبيعي؛ ولك مني أصدق وأعز أمنياتي الطيبة بالنجاح في كل شيء، وأرجو أن تنجح كل نظرياتك، عدا التي عن الجزر المحيطية؛ إذ إنه هو الموضوع الذي سأحاربه بحق حتى الموت.

لك مني كل الصدق والإخلاص يا سيدي العزيز

سي داروين

من تشارلز داروين إلى دبليو دي فوكس

8 فبراير [1858] ... أكد كثيرا في العمل في كتابي، ربما أكثر من اللازم. سوف يكون كتابا كبيرا جدا، وأنا مهتم بشدة بطريقة تصنيف الحقائق. إنني مثل الملك كريسس؛ فقد استحوذت علي ثروتي من الحقائق، وأنوي أن أجعل كتابي ممتازا بقدر ما أستطيع؛ لذا فلن أذهب به للمطبعة قبل بضعة أعوام على أقل تقدير.

من تشارلز داروين إلى جيه دي هوكر

23 فبراير [1858] ... لم أنبهر كثيرا بباكل العظيم، كذلك راقت لي الطريقة التي دافعت بها عن الاستنتاج والاستقراء. إنني أقرأ كتابه [«تاريخ الحضارة»] وهو، بما به من كثير من السفسطة، كما يبدو لي، «رائع» في حجته وأصالته، ويضم معلومات مذهلة.

Página desconocida