146

Charles Darwin: Su vida y cartas (Parte Uno): Con un capítulo autobiográfico por Charles Darwin

تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين

Géneros

عزيزي هوكر

لقد هاجمتني هجوما شرسا، ولا بد أن أحاول الدفاع عن نفسي. لكن أولا اسمح لي أن أقول إنني لم أكتب إليك قط إلا من أجل مسرتي الخاصة؛ والآن أخشى أن ترد علي وأنت منشغل ودون رغبة (وإنني على يقين أنني ما كان ليصير لدي أي رغبة في الكتابة إن كنت في انشغالك). أرجوك لا تفعل ذلك، وإن خطر لي أن كتابتي تستلزم منك ردا سواء شئت أم أبيت، فستتحطم كل السعادة التي أشعر بها في الكتابة إليك. أولا، لم أعتبر خطابي «استدلالا» أو حتى «افتراضا»، وإنما ببساطة تمرد ذهني؛ فبينما كنت أرسل بحث بيني، بحت لك بنتيجة قراءته. ثانيا، أنت على حق، بالتأكيد، في اعتقادك أنني مجنون، إذا كنت تفترض أنني قد أصنف أي سراخس كنباتات بحرية؛ لكن بالطبع ثمة بون شاسع بين النباتات التي يعثر عليها قائمة في طبقات الفحم وتلك التي ليست قائمة، والتي ربما تكون قد انجرفت. أليس جائزا أن تكون نفس الظروف التي حفظت الغطاء النباتي في موضعه الأصلي، هي التي حفظت النباتات المنجرفة؟ أعلم أن نباتات الكالاميت يعثر عليها قائمة؛ لكني أعتقد أن النباتات القريبة الصلة بها مبهمة جدا؛ مثل السيجلاريا. أما بالنسبة للنباتات الحرشفية، فقد نسيت وجودها، كما يصير حين يتمرد الشخص، وأنا الآن لا أدري ما هي، ولا إذا كانت قائمة أم لا. إن كانت هذه النباتات؛ أي نباتات الكالاميت والنباتات الحرشفية، «قريبة الصلة جدا» من الخضروات الأرضية، كما هو الحال مع السراخس، ووجدت قائمة في موضعها الأصلي، فلا بد بالطبع أن أتخلى عن رأيي. لكن السيجلاريا هي النبات المنتصب الرئيسي بالتأكيد، وقد سمعتك تبالغ بشأن قريباتها المبهمة.

ثالثا، لم يطرأ على بالي قط التقليل من قيمة الدليل المتعلق بعلم النبات لحساب الدليل المتعلق بعلم الحيوان؛ إلا في حدود اعتقادي أنه من المسلم به أن التكوين النباتي قلما أعطى دليلا على قرابة أقرب من تلك التي بين الفصائل، وهذا ليس دائما. أليس من الخطر الحكم على العادات في النباتات، كما هو في الحيوانات بالتأكيد، بدون وجود قرابة وثيقة جدا؟ هل يستطيع عالم النبات أن يعرف من التكوين وحده أن فصيلة المانجروف، هي الوحيدة تقريبا أو تماما من النباتات ذوات الفلقتين، التي تستطيع العيش في البحر، وكذلك الحال بالنسبة لفصيلة الزوستيرا من بين النباتات ذوات الفلقة الوحدة؟ هل هي حجة سليمة أنه بما أن الطحالب هي تقريبا النباتات البحرية الوحيدة المغمورة، فإن المجموعات الأخرى المنقرضة لم يكن بها أعضاء لها مثل هذه العادات؟ تلك الحجة لن تكون حاسمة مع الحيوانات، وأستطيع إثبات ذلك بعدة أمثلة؛ لكنني أشعر أنني بدأت الآن أسيء إلى نفسي؛ فأنا لا أريد سوى الدفاع عن نفسي بعض الشيء، لا أن أجر على نفسي الخسائر بالهجوم عليك. إن أساس خطابي، ورأيي المدروس، رغم أنني أحسب أنك ستعتقد أنه غير معقول، هو أنني قد أعتمد بالأحرى على الدليل الجيولوجي البحت، مع تساوي الأدلة الأخرى، عن الدليل المتعلق بعلم الحيوان أو علم النبات. ولا أعني أنني سأعتمد قريبا على الدليل الجيولوجي «الضعيف» بدلا من الدليل الحيوي «الجيد». أعتقد أن أساس الاستدلال الجيولوجي المحض (الذي يتعلق في معظمه بتأثير الماء على قشرة الأرض، وحركاتها لأعلى وأسفل) أبسط من الأساس المستخلص من الموضوع الصعب المتعلق بالصلات والبنية وذلك فيما يتعلق بالعادات. بالكاد أستطيع تحليل الحقائق التي بلغت بها هذا الاستنتاج، لكن يمكنني التدليل عليه. إن رؤية بالاس ستؤدي بأي شخص لافتراض أن الطبقات السيبيرية، التي تجمدت بها هياكل الحيوانات، قد ترسبت سريعا؛ ومن ثم فإن تلك الحيوانات كانت تعيش في المناطق المجاورة؛ لكن معلوماتنا المستقاة من علم الحيوان منذ ثلاثين عاما جعلت الجميع يرفضون على نحو خاطئ هذا الاستنتاج.

لتخبرني أن السراخس القائمة في موضعها الأصلي توجد مع نباتات السيجلاريا والاستجماريا، أو أن علاقات القرابة بين نباتات الكالاميت والنباتات الحرشفية (بافتراض أنهما يعثر عليهما في موضعهما الأصلي مع نباتات السيجلاريا) «واضحة» جدا، حتى إنه من غير الممكن أنهما كانتا بحريتين، كما هو الحال لكن بدرجة أكبر مع المانجروف والأعشاب البحرية، وسوف أعتذر لك ولكل علماء النبات بكل خنوع لسماحي لعقلي بأن يجمح في موضوع لا علم لي به بالتأكيد. لكن حتى أسمع هذا، سأظل محتفظا برأيي سرا بنفس التشبث وكما ستعتقد، بنفس الروح الفلسفية التي يؤكد بها كينيج أن آثار أقدام التشيروثيريوم طحالب فوكوس.

لا أعلم ما إن كان هذا الخطاب سيسقطني أكثر من نظرك، أم سيصلح موقفي قليلا، لكنني أرجو الأخير. على أي حال، لقد ثأرت لنفسي بإصابتك بالضجر بخطاب طويل جدا. الوداع، ولتكن متسامحا معي.

صديقك للأبد

سي داروين

ملحوظة:

متى ستعود إلى كيو؟ لقد نسيت أحد الأغراض الرئيسية من خطابي، وهو أن أشكرك شكرا «جزيلا» على عرضك إعارتي دورية «جورنال أوف ذا هورتيكالتشرال سوسايتي»، لكنني طلبت العددين. [المقتطفان التاليان [1847] يشيران لاستمرار معركة الفحم وحسمها.

بالمناسبة، حيث إن الفحم تحت المائي قد جعلك في غاية السخط، فقد فكرت في اختبار الأمر مع فالكونر وبانبري [الراحل السير سي بانبري، الذي اشتهر بصفته عالم حفريات نباتية] معا، وهو ما جعلهما أكثر سخطا وشراسة؛ «لا بد لي أن أخرج هذا الهراء الملعون من رأسي.» كان بانبري أكثر تهذيبا واحتقارا. وهكذا صرت الآن أعلم كيف أثير سخط أي عالم نبات وأختال عليه. أتساءل ما إذا كان هناك أمور يمكن أن تثير سخط علماء الحيوان والجيولوجيين؛ ليتني أستطيع معرفة ذلك.

Página desconocida