Charles Darwin: Su vida y cartas (Parte Uno): Con un capítulo autobiográfico por Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Géneros
داون، 3 يوليو، 1881
سيدي العزيز
أتمنى ألا يزعجك مني شكري الصادق لك على ما وجدته من متعة في قراءة كتابك الرائع «عقيدة العلم»، بالرغم من أنني لم أنته من قراءته بعد؛ إذ إنني أصبحت أقرأ ببطء شديد نظرا لكبر سني. لقد مر وقت طويل منذ أن أثار اهتمامي أي كتاب آخر. لا بد أن العمل عليه قد استغرق منك سنوات عديدة وقدرا كبيرا من العمل الشاق مع تخصيص وقت فراغك بأكمله له. إنك لا تتوقع على الأرجح من أي شخص أن يتفق معك تماما بشأن العديد من الموضوعات الإشكالية، وثمة العديد من النقاط التي لا أستطيع أن أستسيغها في كتابك. والنقطة الأساسية التي لا يمكنني أن أستسيغها هي قولك بأن وجود ما يسمى بالقوانين الطبيعية يدل على وجود الغاية، وأنا لا أستطيع أن أرى صحة ذلك. بالإضافة إلى ذلك، إن العديد من الأشخاص يتوقعون أننا سنكتشف ذات يوم أن القوانين العظيمة المتعددة تنبع بصورة حتمية من قانون واحد. لكن حين أنظر إلى القوانين بالطريقة التي نعرفها عليها الآن، وأنظر مثلا إلى القمر، الذي ما تزال قوانين الجاذبية - وحفظ الطاقة بالطبع - وكذلك قوانين النظرية الذرية، سارية عليه، لا أستطيع أن أرى وجود أي غاية بالضرورة. أستوجد غاية إن عاشت الكائنات الأدنى مرتبة وحدها على القمر مجردة من الوعي؟ غير أنه ما من خبرة لدي في التفكير المجرد، وربما أكون مخطئا تماما. على أي حال، لقد عبرت عن اقتناعي الداخلي، وإن كان بحيوية ووضوح أكبر كثيرا مما كان يمكنني فعله، وهو أن «الكون» لم ينشأ نتيجة للصدفة. غير أن الشك المروع ينتابني دائما عما إذا كانت المعتقدات التي يتوصل إليها عقل الإنسان، والذي تطور من عقل حيوانات أدنى منه مرتبة، ذات أي قيمة أو يمكن الوثوق بها على الإطلاق. هل يمكن لأحد أن يثق في معتقدات عقل قرد، إن كان لمثل هذا العقل أي معتقدات؟ ثانيا، أعتقد أنه يمكنني تقديم بعض الأدلة التي تدحض هذا القدر الضخم من الأهمية وهو الذي تعزوه إلى أعظم رجالنا؛ فقد اعتدت على أن أنظر إلى الرجال من المرتبة الثانية والثالثة والرابعة على أن لهم أهمية عظيمة، وذلك على الأقل في حالة العلم. وأخيرا، يمكنني أن أقدم الكثير من الأدلة على أن الانتقاء الطبيعي قد ساهم، ولا يزال يساهم، في تقدم الحضارة بقدر أكبر كثيرا مما يبدو أنك مستعد للإقرار به. تذكر قدر الخطر الذي تعرضت له البلاد الأوروبية قبل قرون قليلة فيما يتعلق بإخضاعها من قبل الأتراك، ومدى سخافة مثل هذه الفكرة في الوقت الحاضر! لقد تغلبت الأعراق الأكثر تحضرا التي تسمى بالأعراق القوقازية على الأتراك وهزمتهم هزيمة نكراء في معركة الكفاح من أجل البقاء. وإذا نظرنا إلى العالم في عهد ليس بالبعيد، فسنجد عددا مهولا من الأعراق الأقل تحضرا قد أبادتها الأعراق الأكثر تحضرا في جميع أنحاء العالم. غير أنني لن أكتب أكثر من هذا، ولن أذكر النقاط الكثيرة التي أثارت اهتمامي في كتابك. لقد استلزم الأمر بالفعل أن أعتذر عن إزعاجك بانطباعاتي، وعذري الوحيد هو تلك الإثارة العقلية التي كان كتابك هو السبب فيها.
أستأذنك يا سيدي العزيز أن أظل
صديقك المخلص والممتن
تشارلز داروين [لم يتحدث والدي كثيرا في هذه الموضوعات، وما من شيء يمكنني أن أساهم به من ذكرياتي عن محادثاته يمكن أن يضيف شيئا إلى الانطباعات التي ذكرناها هنا بشأن موقفه تجاه الدين. غير أنه يمكننا أن نعرف المزيد عن أفكاره من التعليقات العابرة التي نجدها في خطاباته. (في هذا الإطار، نشر الدكتور أفلينج سردا لحوار له مع أبي. وأعتقد أن قراء هذه النشرة («آراء تشارلز داروين الدينية»، فري ثوت بابليشينج كامباني، 1883) قد يتوهمون أن التشابه بين آراء أبي وآراء الدكتور أفلينج، أكثر مما كان عليه بالفعل، وأنا أقول ذلك بالرغم من اقتناعي بأن الدكتور أفلينج عرض انطباعاته عن آراء أبي بدقة كبيرة. لقد حاول أفلينج أن يوضح أن مصطلح «لا أدري» ومصطلح «ملحد» مترادفان تقريبا، وأن الملحد هو من لا يؤمن بإله، دون أن ينكر وجوده؛ ذلك أنه لا يقتنع بوجود إله. وقد كانت ردود أبي تدل على تفضيله للموقف غير العدائي للأدرية. ويبدو أن الدكتور أفلينج يرى (الصفحة 5) أن غياب العدائية في آراء والدي لا يجعلها تختلف عن آرائه بنحو جوهري. بالرغم من ذلك، فإنني أرى أن الاختلافات من هذا النوع تحديدا هي التي تميز والدي تماما عن فئة المفكرين التي ينتمي إليها الدكتور أفلينج).]
الفصل التاسع
الحياة في داون
1842-1854
تسير حياتي كالساعة، وإنني مستقر في المكان الذي سوف تنتهي فيه.
Página desconocida