Charles Darwin: Su vida y cartas (Parte Uno): Con un capítulo autobiográfico por Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Géneros
1836-1842 [تتضمن الفترة التي تمثلها هذه الخطابات، السنوات فيما بين عودة والدي من رحلة «البيجل» واستقراره في داون. وهي تتسم ببدء ظهور علامات اعتلال الصحة عليه، والذي أجبره في النهاية على مغادرة لندن والإقامة في منزل ريفي هادئ حتى آخر أيام حياته. في يونيو من عام 1841، كتب إلى لايل: «يبدو أن أبي لا يتوقع أن أصبح قويا إلا بعد بضع سنوات، وقد كان هوانا مريرا لي أن أدرك حقيقة أن «السباق للأقوى»، وأنني من المحتمل أن أضيف قدرا ضئيلا إلى العلم في المستقبل، وسأكتفي بالإعجاب بما يقطعه غيري من أشواط في مجال العلوم.»
لا يوجد دليل على نيته بالالتحاق بأي مهنة بعد عودته من الرحلة، وفي بداية عام 1840، كتب إلى فيتزروي: «إنني لا أتمنى شيئا سوى أن تتحسن صحتي لكي أتابع العمل على الموضوعات التي قررت بسعادة أن أخصص حياتي لها.»
إن هذين الأمرين - اعتلال الصحة الدائم والشغف الخالص بالعمل في مجال العلوم - شكلا حياته المستقبلية بأكملها، في وقت مبكر من حياته العملية. لقد دفعتاه إلى أن يحيا حياة من الانعزال والعمل الدءوب، مع بذل أقصى قدر من طاقته الجسمانية، وهي حياة تنفي على نحو واضح ما كان يتنبأ به من الكآبة.
شهدت نهاية الفصل السابق وصول أبي سالما إلى شروزبيري في 4 أكتوبر 1836، «بعد غياب خمسة أعوام ويومين». وقد كتب إلى فوكس: «لا يمكنك أن تتخيل مدى الروعة والبهجة التي كانت عليها زيارتي الأولى إلى المنزل؛ إنها تستحق هذا الاغتراب.» غير أنها مسرة لم يستطع أن يستمتع بها لفترة طويلة؛ ففي آخر أيام شهر أكتوبر، ذهب إلى جرينتش لإحضار عيناته من «البيجل». وبالنسبة إلى وجهة مجموعات عيناته، نجد أنه يكتب إلى هنزلو بشيء من الإحباط قائلا:
لم أحرز تقدما كبيرا مع رجال العلم العظام؛ فقد وجدتهم، كما أخبرتني، منهمكين للغاية في أعمالهم الخاصة. لقد تطوع السيد لايل وتكرم «للغاية» بمساعدتي في جميع خططي، غير أنه يخبرني بالأمر نفسه، وهو أنه ينبغي علي القيام بجميع العمل بنفسي. ويبدو السيد أوين متحمسا لتشريح بعض الحيوانات؛ وبخلاف هذين الرجلين، لم ألتق أحدا يبدي الرغبة في العمل على أي من عيناتي. ولا بد لي أن أستثني هنا الدكتور جرانت؛ فهو يرغب في فحص بعض المرجانيات. إنني أرى أنه من غير المعقول أن آمل ولو للحظة في أن يتولى رجل واحد مهمة فحص رتبة بأكملها. ومن الواضح أن عدد الجامعين يفوق عدد علماء التاريخ الطبيعي بكثير؛ لذا، ليس لديهم من وقت فراغ يبذلونه في سبيل فحص عيناتي.
إنني أجد أن حتى أماكن عرض المجموعات لا ترغب في استقبال العينات غير المسماة. إن متحف جمعية علم الحيوان ممتلئ تقريبا، وما تزال هناك ألف عينة إضافية لم تعرض بعد. أعتقد أن المتحف البريطاني سيستقبلها، لكن، وفقا لما أسمعه، فإنني لا أكن احتراما كبيرا لتلك المؤسسة بوضعها الحالي. لن تكون خطتك هي الأفضل فحسب، بل أيضا هي الخطة الوحيدة: الذهاب إلى كامبريدج وترتيب العائلات المختلفة وتجمعيها معا، ثم انتظار بعض الأشخاص الذين يعملون بالفعل في فروع مختلفة أن يرغبوا في الحصول على بعض هذه العينات. غير أنه يبدو لي أن القيام بذلك سيتطلب الإقامة في لندن. وأفضل خطة أراها حتى الآن هي أن أقضي عدة أشهر في كامبريدج، وبعد أن تتضح لي الرؤية، بمساعدتك، أنتقل إلى لندن حيث أتمكن من الانتهاء من عملي في مجال الجيولوجيا، وإحراز تقدم أكبر في مجال علم الحيوان. إنني أؤكد لك أنه يؤسفني أن أرى أن أمورا كثيرة تجعلني أدرك ضرورة الإقامة في تلك المدينة القذرة الكريهة المسماة لندن. فحتى في الجيولوجيا، أعتقد أن الأمر سيتطلب قدرا كبيرا من المساعدة والتواصل في هذا المكان: الحفريات العظمية، على سبيل المثال، لم يفحص منها سوى أجزاء حفرية البهضم، وها أنا أرى بوضوح أن ذلك ما كان ليحدث لولا وجودي هناك ...
ليتني كنت أعرف أن علماء النبات يولون اهتماما كبيرا للعينات، بينما لا يوليها علماء الحيوان، سوى القدر الضئيل؛ فقد كان ينبغي أن تتخذ النسبة بين أعداد نوعي العينات، شكلا مختلفا. لقد نفد صبري مع علماء الحيوان، وليس ذلك بسبب أعباء عملهم الزائدة، وإنما بسبب طباعهم الخبيثة العدوانية. لقد ذهبت في مساء أحد الأيام إلى جمعية علم الحيوان، ووجدت المتحدثين فيها يتشاجرون بعضهم مع بعض بأسلوب هو بعيد كل البعد عن خصال الأفاضل من الرجال. الشكر للرب أنه ما من خطر بالخوض في مثل تلك المشاجرات الذميمة ما دمت في كامبريدج، أما في لندن، فلست أرى طريقا لتجنبها. بالنسبة إلى علماء التاريخ الطبيعي، فإن إف هوب خارج لندن، ولم ألتق بويستوود؛ لذا، فإنني لا أعرف شيئا عن مصير حشراتي. لقد التقيت بالسيد ياريل مرتين، لكن من الواضح جدا أنه محمل بالكثير من أعباء العمل؛ ولهذا فسوف تكون أنانية مني أن أبليه بمشاغلي. لقد طلب مني حضور العشاء مع أعضاء الجمعية اللينية يوم الثلاثاء، ومع أعضاء الجمعية الجيولوجية يوم الأربعاء؛ كي أتمكن من رؤية جميع رجال العلم العظماء. وقد سمعت أن السيد بيل منشغل للغاية؛ فما من فرصة في أن يرغب في الحصول على بعض عينات الزواحف. لقد نسيت أن أذكر السيد لانسدايل [الأمين المساعد للجمعية الجيولوجية]، وهو الذي استقبلني استقبالا وديا للغاية، وحظيت معه بمحادثة هي الأكثر إمتاعا. إن لم أكن أميل إلى الجيولوجيا بدرجة أكبر كثيرا من ميلي إلى بقية فروع التاريخ الطبيعي، فأنا أثق بأن عطف السيد لايل والسيد لانسدايل كانا سيصبحان كفيلين بإصلاح ذلك الأمر. لا يمكنك أن تتخيل أي شيء أكثر ودية من تلك الطريقة التي أخلص بها السيد لانسدايل نفسه تماما في أن يضع نفسه في مكاني للتفكير في أفضل خطوة يجب القيام بها. لقد كان يرى في البداية أن الإقامة في لندن أفضل من كامبريدج، لكنني قد جعلته يعتقد في النهاية أن الإقامة في كامبريدج ستكون هي الأنسب لي، وإن كان ذلك لبعض الوقت على الأقل. ما من شخص آخر يمكنني أن أطلب منه أن يتحمل مشقة قراءة بعض الأوراق التي تركتها معك ونقدها سواك. وقد كان رأي السيد لايل أن كامبريدج هي المكان الأفضل لعلماء التاريخ الطبيعي بعد لندن. أقسم لك إنني أشعر بالخجل من نفسي لكتابة الكثير من التفاصيل التافهة؛ إن الشابات الصغيرة حتى لا يصفن أولى الحفلات الراقصة التي حضرنها بمثل هذا التفصيل.
بعد ذلك ببضعة أيام قليلة، يكتب بنبرة أكثر ابتهاجا قائلا: «لقد تعرفت على السيد بيل [وهو تي بيل، زميل الجمعية الملكية، والأستاذ السابق لعلم الحيوان بكلية كينجز كوليدج في لندن، والذي شغل منصب أمين الجمعية الملكية لبعض الوقت، ووصف بعد ذلك الزواحف في «دراسة حيوانات رحلة «البيجل»»]، وقد أدهشني أنه عبر عن اهتمامه الكبير بعينات القشريات والزواحف التي جمعتها، وهو يبدو راغبا في العمل عليها. وقد سمعت أيضا أن السيد برودريب سيسره فحص أصداف أمريكا الجنوبية؛ وبهذا، فإن أموري تسير على خير ما يرام.»
وأما بالنسبة إلى نباتاته، فهو يكتب عن جهله بها بصراحة بارزة: «لقد جعلتني معروفا بين علماء النبات، لكنني شعرت بأنني أحمق للغاية حين علق السيد دون على الشكل الجميل لنبات ذي اسم طويل للغاية، وسألني عن موطنه الأصلي. وقد بدا آخر مندهشا من أنني لا أعرف شيئا عن أحد أنواع السعادي الذي أجهل موطنه. وفي نهاية الأمر، اضطررت إلى أن أقر بجهلي الشديد وأنني لا أعلم عن النباتات التي جمعتها أكثر مما أعرف عن الإنسان الموجود على القمر.»
وبالنسبة إلى جزء من مجموعته الجيولوجية، فقد تمكن بعد ذلك بفترة قصيرة من أن يكتب: «لقد وزعت الجزء الأهم من مجموعتي الجيولوجية؛ إذ أعطيت جميع الحفريات العظمية لكلية الجراحين، وسوف توزع قوالبها وتنشر أوصافها. وهي حفريات غريبة وقيمة: إن بها رأسا لأحد الحيوانات القارضة في حجم فرس النهر! وهناك أخرى لأحد آكلي النمل في حجم الحصان!»
Página desconocida