إلى أن تتوقف بنا الأحداث مع بدء ظهور الإسلام، وكيف أن هلال بن عامر وفد على النبي محمد
صلى الله عليه وسلم
على رأس قومه أو قبائله المتحالفة، ولعب أولئك الهلاليون دورا مهما في ترسيخ أركان الدين الجديد، حتى إن النبي أسكنه وقومه وادي العباس.
وأبدت فيما بعد فروسية وشجاعة الهلالية في حيل «المنذر» أبو العرب المناذرة، وكيف تعرف على الأمير «مهذب»، وتزوج بابنته «هذباء»، لما لم يرزق منها بطفل فقرر الزواج بأخرى.
ثم رحل إلى بلاد السرو وعبادة، أي الأردن وفلسطين، حيث تزوج بابنة الملك الصالح واسمها «عذباء» التي خلف منها «جبير»، بينما وضعت زوجته الأولى «جابرا».
وينشب الصراع بين الزوجتين طويلا، فكل منهما تريد المنذر لها وحدها.
وينتهي الأمر بطلاق عذباء ابنة الملك الصالح ورحيلها هي وابنها «جبير» إلى نجد .
المهم هنا أنه من نسل جابر وجبير انحدرت إلينا بطون بني هلال ونسائهم الذين قاموا بالأدوار الهامة في مختلف الأحداث الكبرى التي تضمنتها الحلقة الأولى من حروب وهجرات قارية على طول العالم القديم في أواسط آسيا والأناضول حتى تخوم الصين.
فجابر ولد له عامر وتامر وهشام وحازم، ومن نسل هؤلاء انحدر «رزق» والد أبي زيد، وسرحان والد السلطان حسن بن سرحان، وأبناؤه الفرسان الأمراء الثلاثة يونس ومرعي ويحيى.
أما جبير - رأس التحالف القحطاني - لعرب اليمن والجنوب العربي، فولد له «رباح» وحنظل والنعمان، ومن رباح جاء دياب والد رأس تحالف عرب الجنوب دياب بن غانم، كما أن من نسل رباح انحدر الأمير زيدان الذي قتله الزناتي خليفة على بوابات قرطاج.
Página desconocida