75

فما إن رحبت عزيزة مسرعة بالزناتي، ووقعت عيناها على العلام حتى صرخت في وجهه كمن تكشف لها الموقف: ثعبان!

عاجلتها سعدى مرحبة بأبيها: أرقط ومنقط.

أما خليفة الزناتي فمضى من فوره متفرسا في ملامح الغرباء الخمسة، كمن يتذكر مجهدا أين صادفهم والتقى بهم، ذلك الكهل الأسمر والشبان الثلاثة والجارية بذاتها مع قيثارتها.

استدار مستطلعا العلام: أين؟

أجاب العلام على الفور متغاضبا إلى حد التجاهل الكامل سباب وشتائم عزيزة وسعدى: يبدو أنهم أكثر من مجموعة.

زفر الزناتي متضايقا منه، مستديرا مرحبا وعزيزة تقدم له ضيوفها: فنانون (مشيرة إلى أبي زيد) شاعر عظيم وصوت مي، على باب الله.

قاربته سعدى وعيناها لا تغفل عن مرعي مداعبة: اتفضل استرح يا أبي.

وشدد هو من قبضته على يدها مواصلا استغراقه وتطلعه: سعدى ابنتي، من هؤلاء؟ - شعراء وفنانون ...

بل إن الزناتي ذاته هدأت ملامحه إلى حد الترحيب بالجميع، يونس وأبي زيد ... - مرحبا بالضيوف (مشيرا إلى الأرض) دياركم.

أما العلام فأبدى مللا وامتعاضا وهو يتطلع عن قرب في وجه يونس بالذات وأبي زيد والباقين، وبالتحديد إلى مناطق أعناقهم الخمسة حتى الجارية كانت ساعتها تغني، بعد أن طالبها الجميع بالغناء وتبديل ما حط عليهم من حرج مفاجئ لم ينج من نظرات العلام المتفحصة.

Página desconocida