Solo de concierto: estudios y artículos
عزف منفرد: دراسات ومقالات
Géneros
المهم أننا بدأنا العمل في «الفرافير»، وبعد خروج العمل إلى الجمهور بدأت المشاحنات بيننا حول ما كان يجب أن يكون عليه إخراج «الفرافير»، وقد انتهت تلك المشاحنات إلى أن عرف كل منا قدر الآخر، وبدأت المودة.
المضحك أن نصابا مغربيا ادعى بعد عشر سنوات من هذا أنه هو صاحب فكرة المسرح العربي وخالقه، واسم هذا النصاب هو الطيب الصديقي، ولا يزال ينصب على العالم العربي بهذا كله، ولم يتصد له أحد ويذكره بأن ما يدعيه نصب، بل نحن هنا في مصر نردد هذا كالببغاوات وكأننا لا نعرف التاريخ أو نسيناه! •••
نعود إلى «إيزيس» الحكيم و«إيزيس» مطاوع.
أقول إن «إيزيس» الحكيم كانت آخر مسرحية يكتبها متأثرا بما رآه من إحياء الأساطير في باريس؛ إذ بعدها تحول إلى المسرح الاجتماعي، ثم إلى ما أسماه شكلنا المسرحي أو بناءنا المسرحي (بعد ظهور «الفرافير» والضجة التي قامت حول المسرح المصري) وكتب على هذا الأساس مسرحية «الصفقة»، ثم جاءت موجة اللامعقول فكتب مسرحية «يا طالع الشجرة»، ثم جاءت موجة مسرح المقاومة على يد الشرقاوي فكتب مسرحية عن المخابرات.
المهم أن توفيق الحكيم رجل يؤثر (فهو الذي جعلنا نعشق المسرح)، وأيضا يتأثر بتلامذته ومحبيه، ولكنه يخفي هذا كله في جعبته ولا ينطق عنه حرفا، أما الحكيم الرجل إذا كان بخيلا فالحكيم الكاتب أبخل من البخل! وإنه، وعمري، ما ضبطته يمتدح عملا حتى لمعاصريه إن لم يكن لتلاميذه، هو يمتدحهم إذا كان الأمر بينه وبينهم، أما كتابة وأما علنا فلا، والآن جاء كرم مطاوع ليقدم «إيزيس» عام 85.
وليقدمها على مسرح جديد تماما، المسرح القومي بعد تجديده.
ودعونا من الخناقات التي حدثت حول تقديم «مجنون ليلى» كافتتاح، أو حول تقديم «إيزيس»، فهذه خناقات أصبحت في ذمة التاريخ.
دعونا ندخل المسرح القومي هذه الليلة لنشاهد افتتاح «إيزيس» 85 في حضور رئيس الجمهورية.
وأبدأ فأقول إني رغم أن الموعد يذكر السادسة والربع كميعاد لبدء العرض، إلا أنني ومنذ الساعة الخامسة، وأنا أطوف بكل شارع يؤدي إلى ميدان العتبة حيث المسرح القومي، ولدهشتي وجدت قوات المرور والأمن المركزي قد «احتلت» منطقة وسط البلد بأسرها، وكأن ثمة مؤامرة من سكان القاهرة لمحاصرة الرئيس واحتجازه، إنني لم أر هذا في بلد من بلاد العالم أبدا، أن تحتل قوات الجيش «الأمن المركزي» والبوليس كل شوارع وسط المدينة من الساعة الرابعة إلى التاسعة، وكل هذا لأن موكب الرئيس سيمر أو أن ضيفا هاما سيعبر، إن هذا منتهى عدم الثقة في المواطنين، ومنتهى إظهار العضلات للأمن المركزي والشرطة؛ فالرئيس في العادة يقابل بالترحاب حتى من الجماهير المتجمعة في الشوارع تهتف باسمه، فما بالهم وهم يعاملون الجمهور وكأنه سيتلقى موكب الرئيس بالحجارة أو بالرصاص، نحن شعب أكثر رقيا من كل الأجهزة القائمة على حراسة الرئاسة وغير الرئاسة، وفي الحقيقة نحن الذين نحرس الرئيس، أو بعض الرؤساء، وليس حراسه الخصوصيين أو العموميين، ولقد صرع المرحوم الرئيس السادات وهو في قلب حراسته الخاصة محاطا بكم هائل من القوات المسلحة والطائرات المحلقة.
لي رجاء إلى السيد وزير الداخلية أن يغير من هذا النظام الذي يربك حياة الناس ويعطل مصالحهم ويزيد السخط في نفوسهم، فالرئيس المحبوب تحرسه قلوب الشعب، وما تفعل قوات الأمن والشرطة إلا أن تحول بين هذا الحب وبين أن يصل إلى قلب الرئيس.
Página desconocida