ب : «بلى، ما لم يكن مأفونا.»
ف : «ولكن البشر يمكنهم فعل الشر.»
ب : «وكم أود ألا يمكنهم.»
ف : «فإذا ما كانت القوة التي لا يمكنها أن تفعل إلا الخير هي قوة مطلقة، بينما البشر، القادرون على فعل الشر، ليسوا كذلك، وكانت جميع أشكال القوة هي ضمن الأهداف المنشودة، وهذه الأهداف المنشودة ترتبط بالخير بوصفه المثل الأعلى لطبيعتها، والقدرة على ارتكاب الجرم ليست شكلا من أشكال الخير وليست من ثم هدفا منشودا، ولما كانت جميع أشكال القوة أهدافا منشودة جديرة بالسعي والطلب، يتبين من ذلك بوضوح أن القدرة على فعل الشر ليست شكلا من أشكال القوة.»
من ذلك كله يتضح أن الأخيار هم الأقوياء، ويتضح أيضا بما لا يدع مجالا للشك أن الأشرار ضعفاء عاجزون، ويتضح أن أفلاطون كان على حق حين قال في محاورة «جورجياس»
Gorgias
إن الحكماء فقط هم القادرون على تحقيق رغبتهم، بينما ينصرف الأشرار إلى ما يمنحهم اللذة ولا يستطيعون الوصول إلى هدفهم الحقيقي، إن أفعالهم تقوم على اعتقادهم بأنهم سوف يبلغون الخير الذي ينشدونه من خلال ملذاتهم، ولكنهم لا يبلغونه لأن الرذائل لا يمكن أن تبلغ السعادة.
قد ترى الملوك العتاة متربعين على عروش عالية،
في أرديتهم الأرجوانية البراقة، مسيجين بأسلحة كالحة
وجوههم جهمة متوعدة، قلوبهم تخفق بالغضب،
Página desconocida