193

وجوده عند زواله عن مكان ، ثم إذا حصل في مكان آخر صار المعدوم بعينه معادا ، وتحت هذا سر ينكشف بالتأمل في تجدد الطبيعة.

* وصل

الإضافة نسبة متكررة من الجانبين ، وقد يتعاكسان رأسا برأس ، كالأخوة ، وقد يتخالفان ، كالأبوة والبنوة ، وقد تفتقر إلى حصول صفة في كل من الطرفين ، كالعاشقية والمعشوقية ، أو في أحدهما ، كالعالمية والمعلومية بالعلم الحصولي ، وقد لا تفتقر ، كالتيامن والتياسر ، ويتكافأ طرفاها من حيث هما طرفاها في الإبهام والتحصل ، والعموم والخصوص ، والتنوع والتشخص ، والقوة والفعل ، والوحدة والتعدد ، والوجود والعدم.

مثلا : الضعف المطلق بإزاء النصف المطلق ، والعددي بإزاء العددي ، والأربعة بإزاء الاثنين ، وتعدد الأبناء يوجب تعدد الآباء ، ولو بالاعتبار ، فذو الأبناء له أبوة بالقياس إلى كل واحد منهم ، فهو آباء كثيرة من حيث الوصف ، وإن كان بالذات واحد ، وإذا عدم واحد عدم أبوته من حيث هو أبوه ، وإن كان موجودا في ذاته ، وباعتبارات أخر.

وتعرض الإضافة لجميع الموجودات ، فلله سبحانه كالأول ، وللجوهر كالأب ، وللكم كالمساوي ، وللكيف كالمشابه ، وللأين كالعالي ، ولمتى كالمقدم ، وللوضع كالأشد انتصابا ، وللملك كالأكسى ، وللفعل كالأشد تسخينا ، وللانفعال كالأشد تسخنا.

وقد تقع فيها كلها إضافة في إضافة ، فقد عرضت الإضافة لنفسها أيضا ، وأكثر صيغ التفضيل مدلوله من هذا القبيل.

Página 213