تعريف الكفر، وأحكام سبي أبناء الكفار وتحريم وصف الكافربأوصاف المسلمين وتعريف الايمان وأنه يزيد وينقص والاستثناء فيه
...
تعريف الكفر، واحكام سبي أبناء الكفار
تحريم وصف كافر بأوصاف المسلمين
تعريف الإيمان، وأنه يزيد وينقص، والاستثناء فيه
والكفر: جحد ما لا يتم الإسلام بدونه، والمسلم تبعًا لأبويه، أو لِسَابِيْهِ، أو للدار١، ويلزم الإتيان بالشهادتين إذا بلغ، إن لم يكن نطق "٣/ب" بهما٢، ولا يقال للفاسق: "دَيِّنٌ ومُتَّقٍ، ومُخلِص، ووَلِيُّ الله"٣.
والإيمان: عقد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، ويزيد بالعلم، ويضعف بالجهل والغفلة والنسيان٤.
وقول: "إن شاء الله"٥ فيه، كما قال ابن عقيل٦: سنَّة، لا على الشك في الحال، بل في المآل، أو في قبول٧ بعض الأعمال، أو لخوف التقصير، أو كراهية تزكية النفس.
_________
١ أي: كل كسلم لم يدخل الإسلام بالشهادتين، ولم يسبق إسلامه كفر، فقد دخله "تبعًا لأبويه" هذا حال أكثر أبناء الصحابة، والتابعين، وجميع من بعدهم إلا قليلا، "أو لسابِيْه" بأن يسبي مسلم طفلًا لم يميز، فهذا محكوم بإسلامه، فإذا بلغ الحلم، وجب عليه الإتيان بالشهادتين، فإنْ أَبَاه حُكِم بكفره، وإن كان محكومًا بإسلامه قبل إبائه الإسلام، فقد كان تبعًا للسابي، "أو للدار" فيحكم بإسلام طفل وجد في بلد تحت حكم الإسلام، وإن لم يكن ساكنوها مسلمين؛ لأنه وجد في دار إسلام، خلافًا لأبي حنيفة، ولا يلزم الأول الإتيان بالشهادتين إذا بلغ، ويجب في حق الآخرين إجماعًا، انظر المصادر السابقة.
٢ المغني: "٣٧٥/٦"، الشرح الكبير: "٣٧٦/٦"، المقنع: "٣٠٣/٢"، الكافي: "٣٦٣/٢"، الفروع: "٥٧٤/٤"، المحرر: "٣٧٣/١"، الإقناع: "٤٠٥/٢".
٣ ويؤدب؛ لأنه افترى على أهل الديانة والتقوى وأولياء الله، وهذا مقيس أو مخرج على تعزيز من قال لذمي: ياحاجُّ، وعلى منصوص المذهب بأن المفتري يؤدب إذا قال: ياظالم، يا مرابي، يا كذاب، لمن ليس كذلك، انظر: الأحكام السلطانية: "صـ ٢٨١"، المغني: "٣٤٧/١٠"، الكافي: "٢٤٢/٤"، الفروع: "١١٧/٦"، الشرح منتهى الإرادات: "٣٦٢/٣".
٤ الغنية: "٥٥/١"، مختصر لوامع الأنوار: "صـ ٨٥"، اعتقاد الإمام أحمد: "٣٠١/٢"، طبقات الحنابلة، معتقد الإمام أحمد: "١/ ٢٤٣"، طبقات الحنابلة، لمعة الاعتقاد: "صـ ٣٣"، شرح الطحاوية: "صـ ٣٧٣-٣٩٥".
٥ في الأصل: "لله"، وانظر: مختصر لوامع الأنوار: "صـ ٨٩"، والغنية: "٥٦/١"، عقيدة الإمام أحمد: "٢٥/١"، طبقات الحنابلة، شرح الطحاوية: "صـ ٣٩٥-٣٩٨".
٦ علي بن عقيل بن محمد، أبو الوفاء، شيخ الحنابلة ببغداد، ولد سنة ٤٣١هـ، برز على أقرانه، وساد أهل زمانه في فنون كثيرة، مع صيانة وديانة وحسن صورة، ومتعه الله بحواسه إلى حين موته، توفي بكرة الجمعة ثاني جمادى الأولى من سنة ٥١٣ هـ، ودفن قرب قبر الإمام أحمد ﵁، له: "الفنون"، وغيره من التصانيف المفيدة، البداية والنهاية: "١٨٤/١".
٧ في الأصل: "قبو".
1 / 40