El regreso de la muerte negra: el asesino más peligroso de todos los tiempos
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Géneros
كان «الفقراء يمتلئون رعبا من حفر الطاعون؛ فكانوا يبذلون قصارى جهدهم للحيلولة دون دفن موتاهم هناك.» على ما يبدو فإن جثث الضحايا كانت تدفن ليلا دون إقامة أي مراسم جنائزية أو دون حضور أحد خدام الكنيسة، وقد ذكر دبليو جي بيل أن أي شخص قاده حظه العاثر إلى أن يكون على مقربة من عربات الموتى عندما تفرغ شحناتها المرعبة «كان يفر في عجالة من ذلك الموقع الذي كان كفيلا أن يذيب قلب حتى أصحاب أقسى الأفئدة. أضاء المشهد - الذي من الأفضل تركه لخيال القارئ - ألسنة اللهب المنبعثة من الشعلات.»
يصف لنا ديفو:
الحفرة الكبيرة التي حفروها بفناء كنيسة أبرشيتنا ألدجيت كانت حفرة هائلة، ولم أستطع مقاومة فضولي في الذهاب لرؤيتها. على حد تقديري، بلغ طولها نحو 40 قدما وعرضها نحو 15 أو 16 قدما. وللوهلة الأولى التي نظرت فيها إليها قدرت عمقها بنحو تسعة أقدام، لكنني سمعت أنهم حفروا جزءا منها بعد ذلك على عمق بلغ نحو 20 قدما. لم يستطيعوا الحفر أعمق من ذلك بسبب المياه؛ لأنهم على ما يبدو حفروا عدة حفر كبيرة قبل هذه الحفرة في أرض أخرى، عندما بدأ المرض ينتشر في أبرشيتنا، ولا سيما عندما انتشر استخدام عربات نقل الموتى. ربما كانوا قد ألقوا في كل حفرة من هذه الحفر نحو 50 أو 60 جثة، ثم حفروا حفرا أكبر كانوا يدفنون فيها جميع الجثث التي كانت تأتي بها العربات على مدار أسبوع، والتي تراوح عددها من منتصف أغسطس حتى نهايته ما بين 200 إلى 400 جثة في الأسبوع الواحد، ولم يستطيعوا تعميق الحفر أكثر من ذلك بناء على أوامر القضاة بعدم دفن جثث على عمق يقل عن 6 أقدام من سطح الأرض، وكانت المياه تظهر على عمق 17 أو 18 قدما، فلم يستطيعوا وضع المزيد من الجثث في الحفرة الواحدة.
أهمل سائقون عربة كانت متجهة إلى ضاحية شورديتش، أو أنهم كانوا قد أودعوها لسائق واحد ومات في الشارع، وواصل الحصانان سيرهما فقلبا العربة وتركا الجثث ملقاة هناك، بطريقة مرعبة. وجدت عربة أخرى على ما يبدو في الحفرة الكبيرة بحقول فينزبيري، فقد مات السائق أو رحل وترك العربة، ولما ركض الحصانان بالقرب من الحفرة، سقطت العربة وسحبت معها الحصانين أيضا. وقد رجح البعض أن السائق ألقي في الحفرة مع العربة، وأن العربة هي التي وقعت عليه فأودت بحياته؛ ذلك لأن السياط شوهدت في الحفرة بين الجثث. (8) صبية وخدم: المهاجرون السذج
أصابنا ذهول شديد لدى معرفة أنه كثيرا ما كان أول الضحايا في كل أبرشية من الصبية الحرفيين أو الخادمات، وأن وفياتهم شكلت النسبة الأعلى من الضحايا. لكن في حقيقة الأمر، أكد ضعف هذه الفئة من المجتمع ببساطة تحليلاتنا للأوبئة المريعة السابقة في لندن في الأعوام 1603، و1625، و1636. أشار ديفو إلى هذا أيضا:
بصفة عامة كانت العدوى تصل إلى منازل المواطنين عن طريق خدمهم الذين أرسلوهم مضطرين إلى الشوارع القريبة والبعيدة من أجل قضاء الضروريات، كشراء الطعام أو الدواء، وشراء الخبز والجعة وغير ذلك. وبالضرورة من يسير في الشوارع ليتجه إلى المتاجر والأسواق وما على شاكلتها، لم يكن هناك مفر من أن يلتقي بطريقة أو بأخرى بمصابين «ينقلون النفس المميت» إليهم؛ ومن ثم ينقلونه هم بدورهم إلى منازل العائلات التي يعملون لديها.
من الواضح أن ديفو سبر غور عواقب العدوى الرذاذية، وربما حمل تلميحه إلى أن الخدم كانوا المسئولين عن نشر العدوى في سياق عملهم شيئا من الحقيقة. لقد خطر هذا ببالنا، لكن من الصعب تعليل زيادة عدد الوفيات بين الصبية وبالمثل الخدم، ونحن نرجح سيناريو بديلا؛ فنظرا لأن الطاعون هاجم لندن منذ نهاية القرن السادس عشر، فإن العائلات التي عاشت هناك لوقت طويل كانت قد شكلت لديها على ما يبدو نوعا من المقاومة. لقد كانت النسبة المئوية لعدد الوفيات تنخفض بمعدل ثابت بالفعل على مدار القرن السابع عشر.
كانت لندن مكانا غير صحي على نحو استثنائي؛ فلم يكن الطاعون وحده المتوغل هناك، إنما أمراض كثيرة أخرى أيضا. كان معدل الوفيات كبيرا، ومتوسط عمر الفرد منخفضا؛ ونتيجة لذلك كان ثمة طلب نهم على العمالة. تدفق المهاجرون، أمثال ديك ويتينجتون إلى العاصمة سعيا لتحقيق الثروة والنجاح. لقد وفدوا من أماكن نائية تبعد أحيانا عن يورك، وبأعداد غفيرة؛ فقد وفد في عام 1600 وحده ما بين 32 ألف إلى 40 ألف صبي. سد هذا الانتقال، ولا سيما انتقال الأفراد الأحدث سنا، الفجوات التي خلفها عدد الوفيات الهائل.
بلا ريب، لم يكن لدى هؤلاء المهاجرين الصغار السذج أدنى درجات المقاومة للطاعون التي أظهرتها عائلات لندن التي اكتسبت مناعة؛ ومن ثم لقي الآلاف منهم حتفهم. حتى في وقت مبكر وتحديدا في منتصف القرن السادس عشر، وافت المنية نحو 15٪ من الصبية المشتغلين بحرفة النجارة والمرتبطين بعقود عمالة قبل أن يتمكنوا من إنهاء مدة عملهم.
رأينا في ضربة الموت الأسود الأولى أدلة على بضعة أفراد كانوا مقاومين للمرض على ما يبدو. بعد مرور 300 عام، انتشرت تلك المقاومة على الأرجح في أماكن مثل لندن التي كانت خاضعة لهجوم طاعون لا ينقطع تقريبا لعقود. ترى ما تفسير هذا؟ لما كان الطاعون يودي بحياة ضحاياه، لم يكن يوجد مجال للمناعة المكتسبة. كانت هذه المقاومة أكثر تأصلا، ولا بد أن هؤلاء الأشخاص المحظوظين قد ورثوها عن آبائهم. ازداد الموقف تعقيدا وغموضا، ومن الواضح أنه كان لا يزال أمامنا الكثير لنتعلمه عن هذا المرض المدمر. (9) ما بعد الطاعون
Página desconocida