El regreso de la muerte negra: el asesino más peligroso de todos los tiempos
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Géneros
حتى ذلك الحين كان الطاعون قد تقدم بثبات نحو شمال إنجلترا عبر جبهات منفصلة بطول طرق التجارة، بمعدل انتشار يشير إلى أنه انتقل على الأرجح عن طريق المسافرين الحاملين للعدوى. لقد استنتجنا من فحص السجلات الكنسية أنه حالما كان يصل الطاعون إلى بلدة، فإنه كان يمكث بها نحو تسعة أشهر. إلا أن هذا النمط تغير بعد ذلك وبدأت الأوبئة تظهر حينذاك على نحو غير متوقع في أماكن متفرقة على نطاق واسع. من الظاهر أنه كان هناك نمطان من انتقال العدوى: أحدهما بطيء وتدريجي ، والآخر غريب الأطوار وقادر على قطع مسافات طويلة. على الأرجح كان النوع الثاني من انتقال العدوى يحدث عن طريق مسافر على صهوة الجياد.
ربما وصل الطاعون اسكتلندا عن طريق كل من نيوكاسل وكارلايل، لكن قليلة هي المعلومات التي وصلت إلينا بهذا الصدد. ولعل الجيش الاسكتلندي هو من جلب العدوى لنفسه:
ظنا منهم أن قصاص الله المريع قد انصب على الإنجليز، انضموا إلى القوات في غابة سيلكيرك وخططوا لغزو مملكة إنجلترا، إلا أن موتا قاسيا حل بهم وحصد بوحشية أرواح الاسكتلنديين على حين غرة. وسرعان ما مات منهم خمسة آلاف شخص، وقرر البقية، المرضى منهم والأصحاء، أن يعودوا أدراجهم، إلا أن الإنجليز تعقبوهم وقتلوا جمعا غفيرا منهم.
تشتت الجنود المذعورون في أنحاء اسكتلندا، فمنهم من مات إلى جانب الطريق ومنهم من حمل العدوى معه إلى منازلهم.
كتب جون فوردون، الذي كان ينتمي إلى أبرشية فوردون والذي عاش إبان انتشار الموت الأسود:
كان هناك في مملكة اسكتلندا وباء وطاعون هائل انتشر بين الناس ... منذ بدء العالم حتى العصر الحالي لم يسمع بمثل هذا قط، ولم يوجد مثله في الكتب بغية توعية الأجيال القادمة؛ لأنه إلى مثل هذه الدرجة صب هذا الطاعون جام غضبه على البشر، حتى إن نحو ثلث البشرية قضت نحبها. علاوة على أنه، بسماح من الله، أدى هذا الشر إلى نوع من الموت غريب وغير مألوف، حتى إن لحم المريض كان ينتفخ ويتورم بطريقة ما، وبعده لا تستمر حياته سوى يومين على الأكثر ... أصاب الأفراد خوف شديد منه حتى إنه خشية العدوى لم يجرؤ الأبناء على رؤية آبائهم وهم في سكرات الموت، وكانوا يفرون كما يفر المرء من مجذوم أو أفعى.
أكد أندرو واينتاون، المعاصر لجون فوردون، أن اسكتلندا عانت بشدة:
أول وباء لعين في اسكتلندا،
استشرى بعنف وبشراسة،
حتى قيل إنه أطاح بثلث الأحياء،
Página desconocida