El regreso de la muerte negra: el asesino más peligroso de todos los tiempos
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Géneros
لقد فر أهل مسينة في هلع جنوني، ناشرين الطاعون في كل أنحاء صقلية. كان تعداد الوفيات كبيرا في سيراقوسة، ويقال إن ميناء تراباني أصبح خاليا من السكان. (2) أعراض الطاعون
كيف كانت أعراض الإصابة بالموت الأسود؟ فيما يلي وصف الراهب مايكل لأعراض الطاعون، وهذا وصف لا يصلح لضعاف القلوب:
ظهرت «تقرحات حارقة»، وتكونت البثور في أجزاء مختلفة من الجسم: عند البعض على الأعضاء التناسلية، وعند آخرين على الأفخاذ أو الأذرع، وعند فريق ثالث على الرقبة. في البداية كانت هذه البثور في حجم البندقة وكان المريض تستبد به نوبات رعشة عنيفة، سرعان ما تتركه في حالة هزال شديد حتى إنه لم يكن يقوى على الوقوف، إنما كان يضطر إلى الاستلقاء في الفراش، تنهشه حمى عنيفة ويرزح تحت وطأة الكرب الشديد الذي أصابه. بعد قليل تكبر البثور لتصير في حجم ثمرة الجوز، ثم في حجم بيضة الدجاجة أو بيضة الإوزة، وهي مؤلمة للغاية وتؤدي إلى تهيج الجسم؛ فيتقيأ دما من خلال إتلاف العصارات. كان الدم يرتفع من الرئة المصابة إلى الحلق فيحدث تعفنا، وفي نهاية المطاف تأثيرا تحليليا في الجسم بأكمله. كان المرض يدوم ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع - على أقصى تقدير - يموت المريض.
ربما يكون ممكنا تكملة هذه الرواية بالوصف الآتي الذي قدمه عالم الإنسانيات الفلورنسي جيوفاني بوكاتشيو عندما اجتاح الطاعون فلورنسا:
على عكس ما شوهد في الشرق حيث النزف من الأنف نذير للموت، شهدنا نحن هنا أوراما في منطقة أعلى الفخذ أو منطقة الإبط، بعضها في حجم التفاحة الصغيرة وبعضها في حجم البيضة، بعدها تغطي بقع أرجوانية معظم أجزاء الجسم: في بعض الحالات تكون كبيرة وقليلة العدد، وفي حالات أخرى تكون صغيرة وكثيرة العدد، وكان كلا النوعين نذيرين معتادين للموت. لم يكن لكل من المعرفة الطبية وقوة العقاقير أي تأثير في علاج هذا المرض ... جميع المصابين تقريبا لقوا حتفهم في اليوم الثالث من بدء ظهور الأعراض، كان البعض يموت أسرع من البعض الآخر، وكان ذلك يحدث دون الإصابة بأي نوع من أنواع الحمى أو أية أعراض ثانوية أخرى. ما جعل هذا الطاعون فتاكا، أنه لما كان ينتقل من المرضى إلى الأصحاء ، فإنه كان ينتشر بصفة يومية ... ليس فقط من خلال مجرد التحدث إلى المريض أو الاقتراب منه، لكن حتى من خلال لمس ملابسه.
سرعان ما أصبح جليا أنه لم يكن يوجد علاج: فما إن تظهر الأعراض المخيفة، حتى كانت النهاية المؤلمة تبدو حتمية، فعندما كانت «أمارات الرب» - بقع نزفية ناتجة عن تسرب الدم من الأوعية التالفة تحت الجلد - تظهر على الجسم، فإنها كانت بمنزلة شهادة الموت وبداية أربعة أو خمسة أيام من الآلام المبرحة والهياج والهذيان. وكان عطش الضحايا لا يروى حتى إن بعضهم كان يجري عاريا في الشوارع وهو يصرخ ثم يلقي بنفسه في صهاريج المياه. آخرون كانوا يفقدون صوابهم بالكامل من الألم، بل كانوا يلقون بأنفسهم من النوافذ. كان يحدث نزيف داخلي، وفي الأيام الأخيرة كانت أعضاء الجسم الحيوية تبدأ في الذوبان. كان الموت عتقا رحيما لهم بحق. (3) انتشار الذعر في أنحاء إيطاليا
منذ بداية الطاعون وهو ينتقل إلى الخارج من خلال وسيلتين: السفن، حيث يمكنه أن يقطع أميالا عديدة ليظهر في ميناء جديد تماما، وسيرا على الأقدام حيث يزحف ببطء لكن بشكل مؤكد على الأرض.
وصول الموت الأسود إلى مسينة في جزيرة صقلية وانتشاره بعدها في أنحاء مدن البحر المتوسط عن طريق السفن.
تحتل جزيرة صقلية موقعا محوريا في البحر المتوسط، وكان كل من مينائي مسينة وكاتانيا محطة توقف مهمة للتجارة البحرية. كانت التجارة هي السبب في انتشار الطاعون، ومن صقلية انتشر المرض إلى شمال أفريقيا عن طريق تونس، وإلى جزر البليار وقبرص، وإلى كورسيكا وسردينيا. لو أن الطاعون اقتصر على هذه المناطق، فلربما اندثر بل لربما أغفله التاريخ، إلا أن الطاعون شن بعض الضربات الحرجة في الوقت نفسه تقريبا.
وصل الطاعون إلى جنوة، ميناء إيطاليا الشمالي، في يناير عام 1348 (بعد مرور نحو ثلاثة أشهر على رسو السفن في مسينة). كما أنه قفز قفزة قصيرة عبر المضيق إلى جنوبي إيطاليا.
Página desconocida