El regreso de la muerte negra: el asesino más peligroso de todos los tiempos
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Géneros
لا يرى بالعين المجردة على الإطلاق.
لكن كثيرين من المتفائلين يأملون
أن يرونه عبر الميكروسكوب. (1) البكتيريا
البكتيريا كائنات وحيدة الخلية يتراوح طولها ما بين نصف مليمتر إلى واحد على عشرة آلاف من المليمتر، فهي أصغر كثيرا من أن ترى بالعين المجردة. عند فحصها تحت الميكروسكوب، يتبين أنها قد تأخذ شكل القضبان أو الحلزونات أو الكرات، ولكن على الرغم من صغر حجمها فإن تركيبها غاية في التعقيد، وهي الأكثر وفرة في أعدادها من بين كل الكائنات الحية، وتلعب كثيرا من الأدوار الجوهرية في الحفاظ على الحياة على الأرض، إلا أن قلة قليلة فحسب من أنواع البكتيريا يمكنها أن تصيب الإنسان وتسبب له أمراضا خطيرة.
تنتقل بعض الأمراض البكتيرية بواسطة الحشرات أو القراد أو القمل، ومن ضمن هذه الأمراض الطاعون الدبلي (الذي ينتقل عن طريق البرغوث) والتيفوس الوبائي الذي كان يوما مرضا فتاكا خطيرا ينتشر في الأماكن المزدحمة التي تعاني سوء الصرف الصحي. وهو ينتقل من إنسان إلى آخر عن طريق القمل، وما لم يعالج بالمضادات الحيوية، فإنه يفضي ب 20 بالمائة من الحالات إلى الموت. أحيانا يحاول المؤرخون (خطأ) تفسير موجات تفشي الطاعون التي لم يكن محتملا أن يكون سببها طاعونا دبليا على أنها نتيجة للتيفوس. (2) الفيروسات
مع أن الفيروسات متباينة الأحجام، إلا أن جميعها أصغر من البكتيريا كثيرا ، ولا يمكن رؤيتها إلا تحت ميكروسكوب إلكتروني. وعلى خلاف البكتيريا، لا تستطيع الفيروسات أن تتكاثر إلا بداخل خلايا حية أخرى، خلايا حيوانات أو نباتات، بل حتى بكتيريا. ونظرا لأنه ليس بمقدور الفيروسات أن تتكاثر بمعزل عن الخلايا الحية الأخرى، فلا يمكن اعتبارها حية بالمعنى الكامل.
إذن، فإن جميع الفيروسات طفيليات تدمر الجماعات البشرية عبر التسبب في أمراض وبائية خطيرة. تبدأ الفيروسات عملها بالدخول بدهاء إلى خلايا بعينها في أجسادنا، وما إن تصبح بالداخل، حتى تواصل عملها في السيطرة على الآلية الجينية للخلية، التي تضطر حينئذ إلى الانصياع لأوامرها. رأينا كيف يدخل فيروس نقص المناعة البشرية إلى خلايا دم بيضاء بعينها عن طريق بوابة المستقبل سي سي آر 5، حيث يشرع في تأدية عمله المخرب.
إن الفيروس المعدي هو ببساطة مجموعة من التعليمات مثل برنامج كمبيوتر. عادة ما تعمل أي خلية في أجسادنا بناء على أوامر مشفرة في الدي إن إيه خاصتها، إلا أن الفيروس الذي يغزو الخلية بمقدوره أن يستحدث مجموعة جديدة من الأوامر؛ مما يترتب عليها توقف الخلية عن عملها الطبيعي، وتركز جهودها في صنع نسخ من البرنامج المستحدث. بهذه الطريقة، يستعبد الفيروس الخلية المضيفة، ويجبرها على أن توفر كافة المواد الخام والطاقة اللازمة للتكاثر. وتتكاثر الفيروسات بمعدلات هائلة؛ إذ يستطيع فيروس واحد من فيروسات البرد الشائعة أن ينتج 16 مليون نسخة من نفسه في اليوم الواحد.
فيما يلي استعراض مصغر «لصور المجرمين» من الأمراض الفيروسية: «فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز»: يدمر فيروس نقص المناعة البشرية وسائل دفاع الجهاز المناعي بالجسم، وفي النهاية تموت الضحية من عدوى أخرى أو من السرطان. وهو ينتقل مباشرة عن طريق سوائل الجسد أو المني. وحتى الآن لا يوجد له علاج. «الإنفلونزا»: ينتقل هذا المرض بالعدوى المباشرة ويتحور بسهولة؛ ففي الماضي كانت بعض السلالات منه مسئولة عن أعداد وفيات كبيرة. غالبا ما ينشأ في الحيوانات، فالمستودعات الرئيسية له هي البط والدجاج والخنازير في آسيا، ولا يوجد علاج له كذلك، إلا أن لقاحاته متوافرة الآن. «الحصبة»: عادة ما ينتشر هذا المرض المعدي للغاية عن طريق العدوى الرذاذية، ويمكن أن يفضي إلى الموت في البلدان النامية التي تعاني من سوء التغذية. لا يوجد علاج له، إلا أن لقاحه متوافر. «شلل الأطفال»: كان شلل الأطفال هو المرض الوبائي الرهيب الذي ضرب البلدان المتقدمة منذ أواخر أربعينيات القرن العشرين حتى مطلع ستينيات القرن نفسه. وهو عدوى فيروسية حادة تصيب الجهاز العصبي المركزي، متبوعة بآثار خطيرة منها الشلل، بل قد تصل إلى الموت أحيانا. لا يوجد علاج له، إلا أن لقاحه متوافر الآن. «الجدري»: فيما مضى كان هذا المرض قاتلا خطيرا للأطفال، إلا أن حملة تطعيم على مستوى العالم تمكنت من القضاء على الفيروس تماما، باستثناء بعض المخزون منه المحفوظ في المعامل. يعتبر الجدري بمنزلة سلاح إرهابي محتمل. وهو يفضي إلى الموت في أغلب الأحيان، ولا علاج له، إلا أن لقاحه متوافر.
لقد مكننا علم الطب من التوصل إلى مكافحة فعالة لكثير من الأمراض المعدية (لكن ليس جميعها، والإيدز دليل على هذا)، فقد صنعت مجموعة شاملة من المضادات الحيوية من شأنها أن تعالج العديد من حالات العدوى البكتيرية، وإن كان ظهور سلالات مقاومة من البكتيريا بات اليوم يسبب مشكلات. بيد أن هناك حقا قلة قليلة من الأدوية الفعالة في علاج الأمراض الفيروسية. ومع ذلك، فإن الوقاية خير من العلاج، وقد غير تصنيع اللقاحات - بدءا من جهود إدوارد جينر في اكتشاف لقاح للجدري في القرن الثامن عشر - من قدرتنا على مجابهة هذه العدوى القاتلة. (3) خطر الحيوانات العائلة المستتر
Página desconocida