El regreso de la muerte negra: el asesino más peligroso de todos los tiempos
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Géneros
لا نشعر بأي نوع من الدهشة حيال هذه النتائج الأخيرة؛ فنحن على قناعة بأن هؤلاء الضحايا قد لقوا حتفهم على إثر الإصابة بمرض فيروسي هو الطاعون النزفي.
ولسنا مؤهلين للحكم على موثوقية تحليلات الدي إن إيه، ولكن حتى لو تكررت نتائج راؤول ودرانكورت وزملائهما وثبت صحتها، فإنها من المستحيل أن تثبت بأي شكل من الأشكال أن «الموت الأسود كان طاعونا دبليا». كان هذا المرض الذي يصيب الفئران يظهر، كما رأينا، من حين إلى آخر في مارسيليا والمنطقة المحيطة، وعليه فقد كان بقاء آثار اليرسينية الطاعونية ممكنا.
الفصل الثالث عشر
القصة الحقيقية لقرية عظيمة
عدنا ونحن مسلحون بما اكتسبناه من معرفة جديدة عن الطاعون النزفي إلى واحد من أشهر ابتلاءات الطاعون كي نعيد فحص مساره. هذا الابتلاء يقدم صورة معبرة عن الرعب الذي أثارته إحدى نوبات التفشي.
لقد توصلنا أيضا إلى اكتشاف مذهل، فحتى في ضربة الطاعون الأولى، المعروفة باسم الموت الأسود، رأينا أمارات على أن بعض الأشخاص الذين حتما كانوا معرضين للإصابة بالعدوى، كانوا على ما يبدو محصنين ضد هذا المرض الجديد. وفيما ثار الطاعون على مدار الثلاثمائة عام التالية، وتكشفت أحداث قصتنا شيئا فشيئا، جمعنا المزيد والمزيد من الإشارات والأدلة عن هذا الأمر.
نبحث في هذا الفصل الوباء في إيم (التي نقشت فيها على الألواح المقدسة فكرة الطاعون الدبلي باعتباره العامل المسئول عن الطاعون) ونكتشف خيطا مهما آخر عن طبيعة مقاومة الطاعون الدبلي، التي تكونت تدريجيا لدى الأشخاص في أوروبا إبان عصر الطواعين. (1) صنع خرافة
المرة الأولى التي رويت فيها قصة قرية إيم بمقاطعة دربيشير، أشهر قرية ضربها الطاعون على الإطلاق، كانت عام 1855. يتضح بشدة من هذه الرواية أن الجميع بما فيهم القرويون اعتقدوا أنه كان مرضا معديا ينتقل مباشرة من إنسان إلى آخر. أقنع الكاهن ويليام مومبسون أهل القرية أن من واجبهم أن يقيموا طوقا صحيا حول حدود إيم، وأن يمنعوا أي شخص من الدخول إليها (وكأن ثمة شخصا سيرغب في الذهاب إلى هناك من الأساس)، أو الأهم من ذلك، مغادرة القرية. لم يكن مسموحا لأي شخص بالفرار من القرية؛ فمن يفر فسوف يأخذ العدوى إلى القرى أو البلدات الأخرى (مع أن البعض هرب بالفعل في المراحل الأولى من موجة التفشي). مكث قاطنو القرية هناك محتجزين، وشاهد بعضهم بعضا وهم يموتون واحدا تلو الآخر. نجحت هذه التضحية البطولية أيما نجاح وجرى احتواء الطاعون داخل القرية.
بعدما أوضح يرسين طبيعة الطاعون الدبلي في نهاية القرن التاسع عشر، وترسخت فكرة أن المرض كان السبب في الطواعين، عدل الناس قصة إيم وحرفوها، وهكذا تشكلت قصة شعبية خرافية. وقد حفظها المؤرخون المحليون بعناية واهتمام كبيرين. وأصبحت القصة التقليدية تقول الآن (مع بعض الاختلافات): إن ألكسندر هادفيلد، خياط القرية، تسلم صندوقا به أقمشة مبللة، خرج منها برغوث مصاب (أو فأر مصاب كما في بعض الروايات) لدغ مساعده جورج فيكرز عندما علق الملابس لتجفيفها، عندئذ أصيب فيكرز بإعياء شديد؛ فقد أصيب بالهذيان وظهرت أورام كبيرة على رقبته ومنطقة أعلى الفخذ. في اليوم الثالث، ظهرت بقعة الطاعون المميتة على صدره ومات من الطاعون الدبلي.
من المهم بصفة خاصة أن نكتشف على نحو قاطع حقيقة الطاعون في إيم؛ لأن الجميع لا يزالون يتشبثون بعناد بهذه القصة ذات المائة عام عن إحدى نوبات تفشي الطاعون الدبلي على الرغم من تناقض جميع الأدلة. على سبيل المثال، في الرابع والعشرين من فبراير 2002، بثت القناة الرابعة بالإذاعة البريطانية برنامجا بعنوان «أسرار الموتى» كان يهدف إلى تقديم قصة عن إيم، وقد عرض البرنامج رجلا ينفض قطعة قماش تحتوي على براغيث مصابة، ومع أنه صور وصول الطاعون الدبلي على هذا النحو، فإن بقية الحلقة صورت بوضوح انتشار مرض معد بسيط ينتقل مباشرة من شخص إلى آخر في أنحاء القرية.
Página desconocida