El regreso de la muerte negra: el asesino más peligroso de todos los tiempos
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Géneros
كان معدل الوفيات بين البشر مرتفعا ولقي 60٪ من السكان المبعثرين في أنحاء الجزيرة حتفهم في النوبة الأولى من الطاعون. وتوالت العدوى خلال الشتاء عندما كان متوسط درجة الحرارة ثلاث درجات مئوية تحت الصفر؛ ومن ثم كان انتقال العدوى عن طريق براغيث الإنسان مستحيلا. هذا الدليل وحده قاطع وحاسم؛ فمن المستحيل قطعا أن يكون الطاعون الدبلي هو الذي سبب الوباءين في أيسلندا. (6) غياب الفئران الميتة
كثيرا ما ترددت أنباء عن أن بداية انتقال نوبة تفشي الطاعون الدبلي إلى الإنسان كان ينذر بها ظهور الفئران الميتة في الشوارع، بأعداد قليلة ربما في إحدى القرى الصغيرة، لكن بملء عربات كثيرة كما في إحدى البلدات الريفية بجنوب أفريقيا. ومع ذلك، فثمة إجماع عام على أنه لم يرد ذكر في أي من الروايات لأي حالات نفوق من الفئران إبان أوبئة عصر الطواعين في أوروبا. كان هناك تعليق واحد فحسب يقول: «أشار المؤرخون إلى أن الروايات المعاصرة تحذف أي ذكر لحالات نفوق من الفئران»، لكنهم قرروا إغفال هذه النقطة الهامة. (7) سرعة الانتشار
في إنجلترا، وفي فرنسا بالأخص، كان الطاعون يقفز لمسافات كبيرة، كانت هذه المسافات تصل في بعض الأحيان إلى 100 ميل (150 كيلومترا) في غضون بضعة أيام، دون حدوث نوبات تفش تخللية. وكما رأينا في أبرشية مالبس بمقاطعة تشيشير عام 1625، انتقل الطاعون مسافة 185 ميلا (300 كيلومترا) من خلال شخص عائد من زيارة إلى لندن. وانتقل الموت الأسود من جنوب إيطاليا إلى الدائرة القطبية الشمالية في خلال ثلاث سنوات.
يتعارض هذا القفز السريع مع انتشار الطاعون الدبلي الذي يعتمد على نشاط القوارض المحدود. قدمت لجنة أبحاث الطاعون بالهند مثالا على ذلك؛ إذ استغرق الطاعون الدبلي في عام 1907 ستة أسابيع للانتقال مسافة 100 ياردة (160 مترا). وفي جنوب أفريقيا في الفترة ما بين عامي 1899 و1925 كان يتحرك لمسافة تتراوح من 8 إلى 12 ميلا (من 13 إلى 20 كيلومترا) فقط في العام. (8) قوارض تعرضت لهجوم البراغيث
رأينا أن الطاعون الدبلي يستطيع أن ينتشر بين البراغيث والفئران والإنسان والقوارض المقاومة. من الواضح أن هذا المرض هو أكثر تعقيدا مما ظننا. سنفحص الآن دور البرغوث.
البراغيث البالغة هي حشرات صغيرة عديمة الأجنحة لديها القدرة على التعلق عن طريق خطاطيف ، وأرجلها ملائمة للقيام بقفزات كبيرة، وهكذا تنتقل إلى مختلف عوائلها. إن أجزاء فم البرغوث مصممة لثقب جلد الثدييات ذوات الدم الحار الملائمة، حيث يسحب الدم بعدها مباشرة من وريد صغير إلى معدة البرغوث . يمتص البرغوث عددا كبيرا من البكتيريا في وجبة الدم التي يحصل عليها من أحد القوارض المصابة، التي تكون عندئذ كتلة صلبة من خلال الانقسام السريع. عندما يهاجم البرغوث المصاب أحد القوارض الأخرى، تتجه اليرسينية مباشرة إلى مجرى دم العائل الذي تعرض للهجوم، وبهذه الطريقة تنتقل البكتيريا من كائن ثديي إلى آخر.
في الحياة البرية، يتوقف بقاء البرغوث على قيد الحياة على قدرته على التكاثر وتربية المزيد من البراغيث، الأمر الذي يتوقف بدوره على عوامل بيئية وعوامل أخرى. يمكن أن يضع برغوث الفأر من 300 إلى 400 بيضة تقريبا (البرغوث البالغ هو ماكينة إنجاب فعلية)، لكن تضر درجة الحرارة والرطوبة في البيئة المحيطة بشدة بكل من البيض الموضوع ونمو اليرقات. تعتبر درجة الحرارة ما بين 18 و27 درجة مئوية والرطوبة النسبية البالغة 70٪ هي ظروف مثالية لوضع البيض، في حين أن درجة الحرارة الأقل من 18 درجة مئوية تعيق هذه العملية.
جمع جراهام تويج جميع البيانات المناخية المتاحة لوسط إنجلترا في الفترة ما بين عامي 900 و1900 ميلادية، وبرهن أنه لم يحدث أن تخطى متوسط درجة الحرارة في شهري يوليو وأغسطس 18,5 درجة مئوية بحيث تكون مناسبة لفقس البيض. لم تمر بريطانيا بمناخ قادر على إيواء نوبات تفش موسمية منتظمة للطاعون الدبلي الذي تنقله البراغيث، حتى في شهور الصيف، وبالطبع ليس في الشتاء. في حقيقة الأمر، ربما لم تتوفر ظروف مناخية مواتية في أوروبا إلا في منطقة الجنوب الغربي، في المنطقة الساحلية للبحر المتوسط وشبه الجزيرتين الإيطالية والإيبيرية.
لا يمكن تقبل فكرة أن البراغيث استطاعت أن تتكاثر وأن الفئران السوداء كانت نشطة إبان الأوبئة في لندن واسكتلندا، وكذلك الحال في أيسلندا والنرويج القريبتين من الدائرة القطبية الشمالية. من الضروري أن نضع في الحسبان أنه إبان العصر الجليدي الصغير، حينما كان الطاعون على أشده، أكدت الظروف المناخية أن تكاثر البراغيث كان مستحيلا.
متوسط درجة حرارة شهر يوليو بالمقياس المئوي في غرب أوروبا في القرن العشرين. لم تكن درجات الحرارة في الصيف مناسبة لإيواء نوبات تفش موسمية للطاعون الدبلي الذي تنقله البراغيث إلا في إسبانيا وساحل فرنسا على البحر المتوسط. (9) الطاعون الدبلي عند الإنسان
Página desconocida