فعل فيه الحق على مذهب مالك.
فإن قيل: فلم أنكر عليه الصحابة؟ .
قلنا: لأنها مسألة اجتهاد، فمن رأى أن النسب لا يلحق بالوارث الواحد أنكر ذلك وعظمه.
فإن قيل: ولم لعنوه، وكانوا يحتجون بقول النبي ﷺ: «ملعون من انتسب لغير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه»؟ .
قلنا: إنما لعنه من لعنه لوجهين: أحدهما لأنه أثبت نسبه من هذا الطريق، ومن لم ير لعنه لهذا لعنه لغيره. وكان زياد أهلا أن يلعن - عندهم - لما أحدث بعد استلحاق معاوية (١) .
فإن قيل: جعل النبي ﷺ للزنا حرمة، ورتب عليها حكمًا حين قال: «احتجبي منه يا سودة» (٢) وهذا يدل على أن الزنا