هل تكتفين بحب رجل يتخذ الحب نديما ويأباه سيدا؟
هل تقنعين بشغف قلب يهيم، ولا يستسلم، ويشتعل، ولكنه لا يذوب؟
هل ترتاحين إلى أميال نفس ترتعش أمام العاصفة، ولكنها لا تنصهر، وتثور مع الزوابع ولكنها لا تقتلع من مكانها؟
هل ترضين بي صاحبا لا يستعبد ولا يستعبد؟
إذا، هذه يدي فهزيها بيدك الجميلة، وهذا جسدي فضميه بذراعيك الناعمتين، وهذا فمي فقبليه قبلة طويلة عميقة خرساء.
قبل الانتحار
في هذه الغرفة المنفردة الهادئة قد جلست بالأمس المرأة التي أحبها قلبي.
إلى هذه المساند الوردية الناعمة قد ألقت رأسها الجميل، ومن هذه الكأس البلورية قد شربت جرعة من الخمر، ممزوجة بقطرة من العطر.
كل ذلك قد كان بالأمس، والأمس حلم لا يعود، أما اليوم فقد ذهبت المرأة التي أحبها قلبي إلى أرض بعيدة خالية مقفرة باردة تدعى بلاد الخلو والنسيان.
إن آثار أصابع المرأة التي أحبها قلبي، لم تزل ظاهرة على بلور مرآتي، وعطر أنفاسها ما برح متضوعا بين طيات أثوابي، وصدى صوتها لم يضمحل بعد من زوايا منزلي - ولكن المرأة نفسها - المرأة التي أحبها قلبي قد رحلت إلى مكان قصي يدعى وادي الهجر، والسلوان، أما آثار أصابعها، وعطر لهاتها، وأشباح روحها، فستبقى في هذه الغرفة حتى صباح الغد، وعند ذلك أفتح نوافذ منزلي؛ لتدخل أمواج الهواء، وتجرف بتيارها كل ما تركته لي تلك الساحرة الحسناء.
Página desconocida