============================================================
حكى عن أبى عبيد القاسم بن سلام قال: دخلت مكة فكنت ربما أقعد بحذاء الكعبة، وربما كنت أستلقى وأمذ رجلى، فجاءتنى عائشة المكية فقالت لى: يا أبا عبيد، يقال إنك من أهل العلم، اقبل مئى كلمة : لا تجالسه إلا بأدب، وإلا فيمحى اسمك من ديوان القرب. قال أيو عبيد: وكاتت من العارفات.
وقال ابن عطاء: النفس مجبولة على سوء الأدب، والعيد مأمور بملازمة الأدب، والتفس تجرى بطباعها فى ميدان المخالقة، والعبد يردها بجهده إلى حسن المطالبة؟ فمن أعرض عن الجهد فقد أطلق عنان النفس، وغفل عن الرعاية، ومهما أعانها قهو شريكها.
وقال الجنيد: من أعان نفسه على هواها فقد أشرك فى قتل نفسه، لأن العبودية ملازمة الأدب، والطغيان سوء الأدب.
أخبرنا الشيخ العالم ضياء الدين عبد الوهاب بن على قال: أخبرنا أبو الفتح الهروى، قال: أخبرنا أبو النصر الترياقى، قال: أخبرتا أبو محمد الجراحى قال: أخبرنا أبو العباس المحبوبى قال: أخبرتا أبو عيسى الترمذى قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا يحيى بن يعلى، عن ناصح، عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله: (الأن يؤدب الرجل ولده خير له من أن يتصدق بصاع)).
وروى أيضا أنه قال عليه الصلاة والسلام: ((ما تحل والذ ولذا من نحلة أفضل من آدب حن وروت عائشة رضى الله تعالى عنها، عن رسول الله: قال: (لحق الولد على الوالد: أن يحمن اسمه. ويحن موضعه، ويحسن أدبه)(1) وقال أبو على الدقاق: العبد يصل بطاعته إلى الجنة، وبأدبه فى طاعته إلى الله تعالى.
قال أبو القاسم القشيرى، رحمه الله: ((وكان الأستاذ أبو علسى لا يستند إلى شىء، فكان يوما فى مجمع، فأردت أن أضع وسادة خلسف ظهره؟ لأثى رأيته غير مستند، فتتحى عن الوسادة قليلا، فتوهمت أنه توفى الوسادة، لأنه لم يكن عليها خرقة أو سجادة، ققال: لا أريد الاستثاد، فتأملت بعد ذلك، فعلمت أنه لا يستقد إلى شيء آيذا.
وقال الجلال اليصرى: التوحيد يوجب الإيمان؟ فمن لا إيمان له لا توحيد له. والإيمان يوجب الشريعة فمن لا شريعة له لا إيمان له ولا توحيد له، والشريعة توجسب الأدب فمن لا أدب ل لا شريعة له ولا إيمان له ولا توحيد له.
Página 99