============================================================
لله تعالى فأما فى غير ذلك فينظر الصوفى عند الغضب إلى الله تعالى، ثم تقواه تحمله على ان يزن حركته وقوله بميزان الشرع والعدل ويتهم النفس بعدم الرضا بالقضاء.
1 قيل ليعضهم: من أقهر الناس لنفسه؟. قال: أرضاهم بالمقدور وقال بعضهم: أصبحت. ومالى سرور إلا مواقع القضاء.
وإذا اتهم الصوفى التفس عند الغضب تداركه العلم، وإذا لاح علم اليلم قوى القلب وسكنت النفس وعاد دم القلب إلى موضعه ومقره، واعتدل الحال وغاصت حمرة الخد، وبانت فضيلة العلم.
قال عليه الصلاة والسلام: ((والسمت الحسن، والتؤدة، والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة)).
وروى حارثة بن قدامة قال: قلت يا رسول الله أوصنى وأقلل؛ لعلسى أعيه. قال: ((قأعاد عليه كل ذلك يقول لا تغضب، قال عليه السلام: إن الغضب جمرة من النار ألم تتظروا حمرة عينيه واثتفاخ أوداجه من وجد ذلك منكم فان كان قائما فليجلس وإن كان جالسا فليضطجع)).
أخبرنا ضياء الدين عبد الوهاب بن على قال: أخبرنا أبو الفتح الهروى قال: أخيرنا أبو نصر الترياقى قال: أخبرنا الجراحى قال: أخبرنا المحبوبى قال: أخبرتا أبو عيسى الترمذى قال: حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثثا بشر بن المفضل، عن قرة بن خالد، عن أبى حمزة عن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى قال لأشج عبد القيس : "رإن فيك خصلتين يحبهما الله تعالى: الحلم والأناة)): ومن أخلاق الصوفية: التودد والتآلف، والموافقة مع الإخوان، وترك المخالفة. قال الله تعالى فى وصف اصحاب رسول الله : ( اشداء على الكفار رحماء بنيهم)(1) وقال الله تعالى: تو أثفقت ما فى الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن اللة ألف بييهم)(2) والتودد والتألف من ائتلاف الأرواح على ما ورد فى الخير- الذى أوردناه - ((فما تعارف منها ائتلف)) قال الله تعالى: فأصبحتم بنعمته إخوائا(3) وقال سبحانه وتعالى: (1) من آية 29 من سورة محمد.
(2) آية رقم 63 من سورة الأنفال.
(3) من سورة آل عمران.
Página 92