============================================================
2 وإذا حسنت النية فلا بأس بإلقاء الخرقة إلى الحادى، فقد روى عن كعب بن زهير(1)، أنه دخل غلى رسول الله المسجد، وأنشده أبياته التى أولها: باات سعاد فقليى اليوم متر ول حتى اثتهى إلى قوله فيها: ان الرسول لتور يستضاء بسه مهتد من م يوف الله مسلول فقال له رسول الله : من أنت؟ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، أنا كعب بن زهير: فرمى رسول الله برده كانت عليه، فلما كان زمن معاوية بعث إلى كعب بن زهير: بعنا بردة رسول الله بعشرة آلاف. فوجه إليه: ما كثت لأوثر بثوب رسول الله أحدا(2، فلما مات كعب بعث معاوية الى أولاده بعشرين ألفا وأخذ اليردة، وهى البردة الباقية عند الإمام التاصر لدين الله اليوم أعاد الله بركتها على أيامه الزاهرة.
وللمتصوفة آداب يتعاهدونها، ورعايتها حسن الأدب فى الصحبة والمعاشرة، وكثير من السلف لم يكونوا يعتمدون ذلك، ولكن كل شىء استحسنوه وتواطيوا عليه ولا ينكره الشرع لاوجه للإنكار فيه؛ فمن ذلك: أن أحدهم إذا تحرك فى السماع فوقعت منه خرقة، أو نازلة وجد فرمى عمامته إلى الحادى، قالمستحسن عندهم موافقة الحاضرين له فى كشف الرأس إذا كان ذلك من متقدم وشيخ.
وان كان ذلك من الشبان فى حضرة الشيوخ فليس على الشيوخ موافقة الشبان فى ذلك.
وينسحب حكم الشيوخ على بقية الحاضرين فى ترك الموافقة للشبان، فإذا سكتوا عن السماع يرد الواجد إلى خرقته ويوافقه الحاضرون برفع العمائم ثم ردها على الرءوس فى الحال للموافقة.
والخرقة إذا رميت إلى الحادى هى للحادى إذا قصد إعطاؤه إياها، وإن لم يقصد اعطاءها للحادى فقد قال بعضهم: هى للحادى، لأن المجرك هو ومنه صدر الموجب لرمى الخرقة.
(1) هو كمب بن زهير بن ابى سلمى المازثى: شاعر من أهل نجد اشتهر فى الجاهلية، ولما ظهر الإسلام هجا الثبى صلى الله عليه وسلم فهدر الرسول عليه السلام دمه فجاءه كعب مستسلما مستامئا، وانشده لاميته المشهورة التى مطلعها (بانت سعاد فقلبى اليوم متيول فعفا عنه النبى صلى اله عليه وسلم وخلع عليه بردته، وهو من اعرق الناس شعرا، فابوه زهير بن ابى سلمى وآخوه بچير، وابناء عتبة والقوام كلهم شعراء وتوفى سنة: 36 د /640م. انظر ترجمته فى ص 811 ج 3 من كتاب الأعلام للزركلى، (2) رواه ابن سحاق بسنده ولفيه القصيدة بطولها بدون ذكر البودة.
Página 31