============================================================
ومن هذا القبيل ما تقل : أن أبا محمد الراشنى كان يشغل أصحابه بالسماع وينعزل عنهم ناحية يصلى فيها، فقد تطوق النغمات مثل هذا المصلى فتتدلى اليها النفس متنعمة بذلك؛ فيزداد موارد الروح من الأنس صفاء عند ذلك لبعد النفس عن الروح فى تمتعها؛ قإنها مع طمأتينتها بوصف من الأجنبية بوضعها وجليتها، وفى بعدها توفير أقسام الروح من الفتوح، ويكون طروق الألحان سمته فى الصلاة غير حائل بينه وبين حقيقة المناجاة، وفهم تنزيل الكلمات وتصل الأقسام إلى محالها غير مزاحمة، ولا مزاحمة، وذلك كله لسعة شرح الصدر بالإيمان والله المحسن المثان، ولهذا قيل: السماع لقوم كالدواء، ولقوم كالغذاء، ولقوم كالمروحة.
ومن عود أقسام البكاء ما روى أن رسول الله قال لأبى: اقرأ، فقال: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال: أحب أن أسمعه من غيرى قافتتح سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى: فكيف إذا جئئا ون كل أمة يشهير وجئيا يك على هؤلاء شهيدا)(1) فإذا عينساه هملان)(2) وروى أن رسول الله استقبل الحجر واستلمه، ثم وضع شفتيه عليه طويلا يبكى، وقال: يا عمر هاهنا تسكب العبرات (3).
والمتمكن يعود إليه أقسام البكاء، وفى ذلك فضيلة سألها النبى فقال: ((اللهم ارزقنى عينين قطالتين)) ويكون البكاء فى الله، ويكون لله، ويكون بالله وهو الأتم لعوده إليه بوجود مستأتف موهوب له من الكريم المثان فى مقام البقاء.
(1) آية رقم 41 من سورة التساء.
(4) الهملان: فيض الدمع والحديث رواه البخارى من حديث عيد الله ين مسمعود وكذلك الترمذى.
(3) رواه الحاكم وقال صحيح واقره الذهين
Página 28