239

============================================================

بل يكونوا للصاحب من حيث هو مؤثرين مراد الصاحب على هراد أنفسهم قال على بن أبى طالب كرم الله وجهه: شر الأصدقاء من أخوجك إلى مداراة أو الجسأك الى اعتذار أو تكلفت له وقال جعفر الصادق: أثقل إخوانى على من يتكلسف لى، وأتحفظ منه، وأخفهم على قلبى من آكون معه كما اكون وحدى.

فآداب الصحية وحقوق الأخوة كثيرة. والحكايات فى ذلك يطول نقلها.

وقد رأيت فى كتاب الشيخ أبى طالب المكى رحمه الله من الحكايات فى هذا المعنى شيئا كثيرا، فقد أودع كتابه كل شيء حسن من ذلك .

وحاصل الجميع أن العبد ينبغى أن يكون لمولاه(1) لا لنفسه، وإذا صاحب شخصا تكون صحبته إياه لله تعالى، وإذا صحبه لله يجتهد له فى كل شىء يزيده عند الله زلفى، وكل من قام بحقوق الله تعالى يرزقه الله علما بمعرفة التفس وعيويها ويعرفه محاسن الأخلاق ومحاسن الآداب، ويوقفه من أداء الحقوق على بصيره ويفقهه فى ذلك كله، ولا يفوته شىء مما يحتاج إليه فيما يرجح الى حقوق الحق، وفيما يرجع إلى حقوق الخلق.

فكل تقصير يوجد من خيث النفس، وعدم تزكيتها، وبقاء صفاتها عليه.

فان صحبت ظلمت بالافراط تارة، وبالتقريط أخرى. وتعدت الواجب فيما يرجع إلى الحق والخلق.

والحكايات والمواعظ والآداب، وسماعها لا يعمل فى النفس زيادة تأثير، ويكسون كبير يقلب فيه الماء من فوقه، فلا يمكث فيه ولا ينتفع به.

وإذا أخذت بالتقوى والزهد فسى الدنيا نبع منها ماء الحيساة، وتفقهت، وعلمت، وتأدت الحقوق وقامت بواجب الآداب بتوفيق الله سبحانه وتعالى.

(1) وزادت بعض التسخ (العبد يتبغى له أن يكون لولاه ويريد كل ما بريد لمولاه. الخ).

Página 239