228

============================================================

""ألا أخبركم يخير من كثير من الصلاة والصدقة؟. قالوا: وما هو؟ قال : إصلاح ذات البين، واياكم والبغضة قإنها الحالقة"(1).

وياسناد ايراهيم الحزبى، عن عيد الله بن عمر من آبى آسامة، عن عبد الله بن الوليد، عن عمران بن رباح قالت: سمعت آبا مسلم يقول: سمعت آبا هريرة يقول الخير، وفى الخبر تحذير عن البغضة، وهو: أن يجفو المختلى الناس مقثا لهم وسوء ظن بهم، وهذا خطأ، وإنما يريد أن يخلو مقثا لنفسه، وعلما بما فى نقسه من الآفات، وحذرا على نفسه من نقسه، وعلى الخلق آن يعود عليهم من شره، فمن كانت خلوته بهذا الوصف لا يدخل تحت هذا الوعيد.

والاشارة بالحالقة يعنى: أن البغضة حالقة للدين، لأنه نظر إلى المؤمنين والمسلمين بمين المقت.

وأخبرنا الشيخ أيو الفتح، بإسناده.. الى إبراهيم الحربى، قال: حدثتا يعقوب بن ابراهيم، قال: حدثنا أبو عاصم عن ثور عن خالد بن معدان وقال: إن لله تعالى ملكا نصفه من نار ونصفه من ثلج.. وإن من دعائه: اللهم فكما ألقت بين هذا التلسج وهذه الثار، فلا الثلج يطفىء النار ولا النار تذيب الثلج، ألف بين قلوب عبادك الصالحين.

وكيف لا تتألف قلوب الصالحين وقد وجدهم رسول الله * فى وقته العزيز بقاب قوسين فى وقت لا يسعه فيه شىء للطف حال الصالحين وجدهم فى ذلك المقسام العزيز وقال: "السلام علينا وعلى عياد الله الصالحين، فهم مجتمعون وإن كانوا متفرقين وصحبتهم لازمة، وعزيمتهم فى التواصل فى الدنيا والآخرة جازمة وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه: لو أن رجلا صام النهار وقام النهار، وتصدق، وجاهد ولم يحب فى الله ولم يبغض فى الله ما نفعه ذلك.

أخيرنا رضى الدين أحمد بن إسماعيل بن يوسف إجازة، إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا أيو المظفر عن والده أبى القاسم القشيرى، قال: سمعت أبا عبد الرحمن السلمى بقول: سمعت عبد الله بن المعلم يقول: سمعت أبا بكر التلمسانى يقول: أصحبوا مع الله، فان لم تطيقوا فاصحبوا مع من يصحب مع الله، لتوصلكم بركة صحبتهم إلى حبة الله.

(1) متفق عليه.

Página 228