============================================================
الباب الفتالث والخسون فى حقيقة الصحية وما فيها من الخير والشر المقتضى للصحية وجود الجنسية، وقد يدعو إلها أعم الأوصاف، وقد يدعو إليها أخص الأوصاف، فالدعاء بأعم الأوصاف: كميل جنس البشر بعضهم إلى يعض.
والدعاء بأخص الأوصاف : كميل أهل كل ملة بعضهم إلى بعض.
ثم أخص من ذلك: كميل اهل الطاعة بعضهم إلى بعض، وكميل أهل المعصية بعضهم.
الى بعض، فإذا علم هذا الأصل. وأن الجاذب إلى الصحبة وجود الجنسية بالأعم تسارة وبالأخص أخرى، قليتفقد الإتسان نفسه عند الميل إلى صحبة شخص، وينظر ما السذى يميل به إلى صحبته؟ ويزن أحوال من يميل اليه بميزان الشرع، فإن رأى أحواله مسددة فلييشر نفسه بحسن الحال؛ فقد جعل الله تعالى مرآته مجلوة يلوح له فى مرآة أخيه جمال خسن الحال.
وان رأى أن أفعاله غير مسددة فيرجع إلى نفسه باللائمة والاتهام، فقد لاح له فى مرآة أخيه سوء حاله، فيالچدير أن يفز منه كفراره من الأسد؛ قإنهما إذا اصطحيا ازداذا ظلمة واعوجاجا.
ثم إذا علم من صاحبه الذى مال إليه حسن الحال وحكم لنقسه يحسن الحال طالع ذلك فى مرآة أخيه فليعلم أن اليل بالوصف الأعم مركوز فى جبلته، والميل بطريقه واقع، وله بحسبه أحكام، وللنفس بسببه سكون وركون، فيسلب الميل بالوصف الأعم چدوى اليل بالوصف الأخص، ويصير بين المتصاحيين استرواحات طبيعية، وتلذؤات چبلية، لا يفرق بينها ويين خلوص الصحبة لله إلا العلماء الزاهدون وقد بنقسد المريد الصادق بأهل الصلاح اكثر مما ينفسد بأهل الفساد، ووجه ذلك: أن أهل الفساد علم فساد طريقهم فأخذ حذره، وأهل الصلاح غره صلاحهم فمال إليهم يجنية الصلاحية، ثم حصل استرواحات طبيعية جبلبة حالت يينهم ويين حقيقة الصحبة لله، فاكتسب من طريقهم الفتور فى الطلب، والتخلف عن بلوغ الأرب.
فليتنبه الصادق لهذه الدقيقة، ويأخذ من الصحبة أصفى الأقسام، ويذر منها ما يسد فى وجهه المرام.
Página 222