============================================================
19 ومن آداب الشيوخ: النزول إلى حال المريدين من الرفق بهم ويسطهم ؛ قال بعضهم : اذا رأيت الفقير فألقه بالرفق ولا تلقه بالعلم، فإن الرفق يؤنسه والعلم يوحشه فإذا فعل الشيخ هذا المعنى من الرفق يتذرج المريد ببركة ذلك إلى الانتفاع بالعلم فيعامل حينيذ بصريح العلم.
ومن آداب الشيوخ : التعطف على الأصحاب وقضساء حتوقهم فى الصحة والمرض.
ولا يترك حقوقهم اعتمادا على ارادتهم وصدقهم، وقال بعضهم : لا تضيع حق أخيك بما بيتك ويينه من المودة .
وحكى عن الجريرى قال : وافيت من الحج، فابتدأت بالجنيد، وسلمت عليه وقلت : حتى لا يتعنى(1) ثم أتيت منزلى فلما صليت الغداة التفت وإذا بالجنيد خلفى، فقلت: يا سيدى إنما ابتدأت بالسلام عليك، لكيلا تتعيى إلى هاهنا فقال لى: يا أبا محمد، هذا حقك وذاك فضلك.
ومن آداب الشيوخ : أنهم إذا علموا من بعض المسترشدين ضعفا فى مراغمة النفس وقهرها واعتماد صدق العزيمة : أن يرفقوا به، ويوقفوه على حذ الرخصة، ففى ذلك خير كثير وما دام العبد لا يتخطى حريم الرخصة فهو حر، ثم إذا ثبت وخالط الفقراء، وتدرب فى لزوم الرخصة يدرج يالرفق إلى أوطان العزيمة.
قال أبو سعيد بن الأعرابى : كان شاب يعرف به (إبراهيم الصائغ) وكان لأبيه نعمة، فانقطع إلى الصوفية وصحب أبا أحمد القلانسى، فربما كان يقع بيد أبى أحمد شىء من الدراهم فكان يشترى له الرقاق والشواء والحواء وبؤثره عليه ويقول: هذا خرج من الدنيا وقد تعود النعمة، فيجب أن ترفق به، ونؤثره على غيره.
ومن آداب الشيوخ: التنزه عن مال المريد، وخديته، والارتفاق من جانبه بوجه من الوجوه؛ لأنه جاء لله تعالى، فيجعل نفعه وارشاده خالصا لوجه الله تعالى، فما يسدى الشيخ للمريد من أفضل الصدقات.
وقد ورد (ما تصدق متصدق بصدقة أفضل من علم يبيه فى الناس) .
(1) التمتى : التعب والمشقة
Página 219