212

============================================================

2 فما ينكره المريد، لقلة علمه بحقيقة ما يوحد من الشيخ، فللشيخ فى كل شيء عذر بلسان العلم والحكمة.

سأل بعض أصحاب الجنيد مسألة عن الجنيد، فأجابه الجنيد.. فعارضه فى ذلسك !] فقال الجنيد: فإن لم تؤمنوا لى فاعتزلون فقال بعض المشايخ من لم يعظم حرمة من تأدب به حرم بركة ذلك الأدب.

وقيل: من قال لأستاذه: لا، لا يفلح أبدا.

أخبرنا شيختا ضياء الدين عبد الوهاب بن على، قال: أخبرنا أبو القتح الهروى، قال: أخبرنا أبو نصر الترياقى قال: أخبرتا أبو محمد الجراحى قال: أخبرنا أبو العباس المحبوبى، قال: أخبرنا أبو عيسى الترمذى، قال: حدثنا هناد، عن آيى معاوية، عن الأعمش، عن أبى صالح عن أبى هريرة قال: قال رسول الله (1اتركوتى ما تركتكم، واذا حدثتكم فخذوا عنى، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم علسى أنبيائهم)).

قال الجنيد - رحمه الله: دأيت مع أبى حفمن التيسابورى إتسائا كثير الصمت، لا يتكلم. فقلت لأصحابه: من هذا؟

فقيل لى: هذا انسان يصحب آيا حفص ويخدمنا، وقد آنفق عليه مائة آلف درهم كانت له، واستدان مائة ألف أخرى أنفقها عليه، ما يسوغ له أبو حفص آن يتكلم بكلمة واحدة.

وقال أبو يزيد البسطامى: صحبت أبا على السندى، فكنت ألقته ما بقيم يه فرضه، وكان يعلمنى التوحيد، والحقائق صرفا.

وقال أبو عثمان: صيحت أبا حفص وأنا غلام حدث، فطردتى وقال: لا تجلس عندى. فلم أجعل مكافأتى له على كلامه أن أولى ظهرى إليه، فانصرفت أمشى إلى خلف ووجهى مقابل له حتى غبت عنه، واعققدت أن أحفر لنفسى ييزا على يايه، وأنزل، وأقعد فيه ولا أخرج مته إلا بإذنه.. فلما رأى ذلك منى قربنى، وقبلنى، وصيرنى من خواص أصحابه إلى آن مات وحمه الله ومن آدابهم الظاهرة: أن المريد لا يبسط سجادته مع وجود الشيخ إلا لوقت الصلاة: فإن المريد من شأنه التيتل للخدمة ، وفى السجادة إيماء إلى الاستراحة والتعزن.

Página 212