============================================================
142 ويعانق الشيطان شبعائا قائما، فكيف إذا كان نائما ؟ فقلب المريد الصادق يصرخ إلى الله تعالى من طلب النفس الطعام والشراب: دخل رجل إلى الطيالسى ، وهو يأكل خبوا يابسا قد بله بالماء مع ملح جريش، فقال له: كيف تشتهى هذا؟ ا قال : أدعه حتى أشتهيه وقيل : من أسرف فى مطعمه ومشربه يعجل الصغار والذل إليه فى دنياه قبل آخرته.
وقال بعضهم : الباب العظيم الذى يدخل منه إلى الله تعالى قطع الغذاء.
وقال بشر: إن الجوع يصفى القؤاد ويميت الهوى ويورث العلم الدقيق وقال ذو النون: ما أكلت حتى شبعت، ولا شريت حتى رويست إلا عصيت الله او هممت بمعصيته. وروى القاسم بن محمد عن عائشة، رضى الله عنها، قالت : كان يأتى علينا الشهر ونصف شهر ما تدخل بيتنا نار، لا لصباح، ولا لغيره، قال: قلت: سيحان الله، فيأى شىء كنتم تعيشون؟ قالت : بالتمر والماء، وكان لثا جيران من الأتصار جزاهم الله خبرا كانت لهم (منائح (1) فربما واسونا بشىء وروى أن حفصة بنت عمر، رضى الله عنهما، قالت لأبيها : إن الله قد أوسع الرزق فلو اكلت طعاما اكثر من طعامك ولبست ثيائا ألين من ثيابك !! فقال : إيى أخاصمك إلى نفسك : ألم يكن من أمر رسول الله كذا .6 يقول مرارا . فبكت، فقال: قد أخبرتك والله لأشاركثه فى عيشه الشديد لعلى أصيب عيشة الرخاء.
وقال بعضهم : ما تخلت لعمر دقيقا إلا وأنا له عاص: قالت عائشة، رضى الله تعالى عنها : ما شبع رسول الله ثلاثة أيام من خبز ير حتى مضى لسبيله قالت عائشة، رضى الله تعالى عنها : أديموا قرع باب الملكوت يقتح لكم. قالوا: كيف نديم ؟
قالت: بالجوع والعطش والظما.
وقيل: ظهر ايليس ليحيى بن زكريا، عليهما السلام، وعليه معاليق، فقال: ما هذه؟
قال: الشهوات التى أصيب بها بنى آدم، قال: هل تجد لى فيها شهوه؟ قال؛ لا، غير أنك شبعت ليلة فتقلناك عن الصلاة والذكر، فقال: لا جرم، إئى لا أشبع أبدا (1) منائح جمع منحة وهى العطية
Página 141