============================================================
12 ثم يستقبل القبلة بظاهرة، والحضرة الإلهية بباطنة، ويقرأ ( قل أعوذ برب الناس ) ويقرأ فى نقسه آية التوجه، وهذا التوجه قيل الصلاة، والاستفتاح قبل الصلاة لوجهه الظاهر بانصرافه إلى القبلة وتخصيص چهته بالتوجة دون جهة الصلاة، ثم يرفع يديه حذو منكييه بحيث تكون كفاه حذو متكبيه، وإبهاماه عند شحمة أذنيه، ورعوس الأصابع مع الأذنين، ويضم الأصابع وإن نشرها جاز، والضم أولى، فإنه قيل: النشسر نشر الكف لا نشر الأصابع، ويكبر، ولا يدخل بين باء ((أكبر)) ورائه ألفا، ويجزم "(أكبر)) ويجعل المذ فى (الله) ولا يبالغ فى ضم الهاء من (الله)، ولا يبتدى بالتكبير إلا إذا استقرت اليدان حذو المنكيين، ويرسلهما مع التكبير من غير تقض، فالوقار إذا سكن القلب تشكلت به الجوارح، وتأيدت يالأولى والأصوب ويجمع بين نية الصلاة والتكبير بحيث لا يغيب عن قلبه حالة التكبير أثه يصلى الصلاة بعينها.
وحكى عن الجنيد أنه قال: لكل شىء صفوة، وصفوة الصلاة التكبيوة الأولى.
وإنما كانت التكبيرة صفوة؟ لأنها موضع النية وأول الصلاة.
قال أبو نصر السراج: (اسمعت به سالم يقول: النية بالله لله، ومن الله. والآفات التى تدخل فى صلاة العيد بعد النية من العدة، ونصيب العدو، وإن كثر، لا يوازن بالنية التى هى لله بالله وإن قل.
وسئل أبو سعيد الحزاز: كيف الدخول فى الصلاة؟ فقال: هو أن تقبل على الله تعالى اقبالك عليه يوم القيامة، ووقوفك بين يدى الله ليس بينك وبينه ترجمان وهو مقبل عليك وأيت تناجيه وتعلم بين يدى من أثت واقف فانه الملك العظيم.
وقيل لبعض العارفين: كيف تكبر التكبيرة الأولى؟ فقال: ينبغى إذا قلت (1الله أكبر)) أن يكون مصحوبك فى الله: التعظيم مع الألف، والهيبة مع اللام، والمراقية والقرب مع الهاء.
واعلم أن من الناس من إذا قال ((الله أكبر)) غاب فى مطالعة العظمسة والكبرياء، وامتلأ باطنه نورا وصار الكون بأسره فى فضاء شرح صدره كخردلة بأرض فلاة، تسم تلقى الخردلة، فما يخشى من الوسوسة وحديث النفس!! وما يتخايل فى الياطن من الكون الذى صار بمثابة الخردلة فألقيت، فكيف تزاحم الوسوسة وحديث النقس مثل هذا العبد؟ وقد تزاحم مطالعة العظمة والغيبوبة قى ذلك كون النية، غير أنه لغاية لطف
Página 124