============================================================
122 أما تميل اليهود، قيل: كان موسى يعامل بنى إسرائيل على ظاهر الأمور؛ لقلة ما فى باطنهم؛ فكان يهيى الأمور ويعظمها ، ولهذا المعنى أوحى الله تعالى إليه أن يحلى التوراة بالذهب.
ووقع لى. والله أعلم - أن موسي كان يود عليه الوارد فى صلاته ومحال متاجاته فيموج يه باطنه كيحر ساكن تهب عليه الريح فتثلاطم الأمواج فكان تمايل موسى عليه السلام تلاطم أمواج بحر القلب إذا هب عليه نسمات الفضل.
وربما كانت الروح تتطلع الى الحضرة الإلهية، فتهم بالاستعلاء، وللقلب بها تشبك وامتزاج، فيضطرب القالب ويتمايل، فرأى اليهود ظاهره فتمايلوا من غير حظ لبواطنهم من ذلك، ولهذا المعنى قال رسول الله إنكارا على أهل الوسوسة: (لوهكذا خرجت عظمة الله من قلوب بنى اسرائيل حتى شهدت أبدانهم وغابت قلويهم، لا يقبل الله صلاة امري لا يشهد فيها قلبه كما يشهد بدنه، وإن الرجل على صلاته دائم ولا يكتب له عشرها إذا كان قلبه ساهيا لاهيا)).
واعلم أن الله تعالى أوجب الصلوات الخمس، وقد قال رسول الله : ((الضلاة عماد الدين فمن ترك الصلاة فقد كفر))(1).
قبالصلاة: تحقيق العيودية، وأداء حق الربويية. وسائر العيادات وسائل الى تحقيق سر الصلاة قال سهل بن عيد الله: يحتاج العبد إلى السنن الرواتب لتكميل الفرائض، ويحتاج الى النوافل لتكميل السنن، ويحتاج إلى الآداب لتكميل النوافل.
ومن الأدب: ترك الدتيا. والذى ذكره سهل هو معنى ما قال عمر على المتبر: (دإن الرجل ليشيب عارضاه في الإسلام وما اكمل لله صلاة1! قيل: وكيف ذاك؟ قال: لا يتم خشوعها وتواضعها وإقياله على الله قيها.
وقد ورد فى الأخبار أن العيد إذا قام إلى الصلاة رفع الله الحجاب بينه ويينه وواجهه بوجهه الكريم وقامت الملائكة من لدن منكبيه إلى الهواء يصلون بصلاتشه ويؤمنون على دعائه.
وان المصلى لينشر عليه البر من عثان السماء الى مفرق رأسه، ويناديه مناد: ((لسو علم المصلى من يتاجى ما التفت)) أو ما اثفتل
Página 121