============================================================
129 فالصلاة صلة بين الرب والعبد، وما كان صلة بينه ويين الله فحق العبد أن يكون خاشعا لصولة الربوبية على العبودية.
وقد ورد أن الله تعالى إذا تجلى لشى، خضع له، ومن يتحقق بالصلة فى الصلاة تلمع له طوالع التجلى فيخشع، والفلاح للذين هم فى صلاتهم خاشعون. وبانتفاء الخشوع ينتفى الفلاح.
وقال الله تعالى: وأقم الصلاة لذكرى)(1) وإذا كانت الصلاة للذكر كيف يقع فيها النسيان؟
قال الله تعالى: لالا تقربوا الصلاة وأثتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون )(1) فمن قال ولايعلم ما يقول كيف يصلى وقد تهاه الله عن ذلك؟ فالسكران يقول الشىء لا بحضور عقل، والغافل يصلى لا بحضور عقل، فهو كالسكران.
وقيل فى غرائب التفسير فى قوله تعالى: فاخلع تعليك إنك بالوادى المقدس طوى(2) قيل: نعليك: قمك بامرأتك، وغنمك، فالاهتمام بغير الله تعالى سكر فى الصلاة.
وقيل: كان أصحاب رسول الله يرفعون أبصارهم إلى السماء فى الصلاة وينظرون يميئا وشمالا قلما نزلت: الذين هم فى صلاتهم خاشعون(1) جعلوا وجوههم حيث يسجدون، وما مارئى بعد ذلك أحد منهم ينظر إلا إلى الأرض.
وروى أبو هريرة رضى الله عنه، عن رسول الله قال : (رإن العبد إذا قام إلى الصلاة فإنه بين يدى الرحمن، قإذا التفت قال له الرب: إلى من تلتفت! إلى من هو خير لك منى!1 ابن آدم أقبل إلى فأنا خير لك ممن تلتفت إليه))(5).
وأبصر رسول الله رجلا يعبث بلحيته فى الصلاة فقال: (الو خشع قلب هذا لخشت جوارحه4): وقد قال رسول الله . (رإذا صليت فصل صلاة مودع)).
(1) آية رقم 14 من سورة طه.
(2) آية رقم 43 من سورة النساء.
(3) آية رقم 12 من سورة طه.
(4) آية 2: سورة المؤمنون.
(5) متفق عليه.
Página 119