============================================================
اليسط وقال: أرنى أنظر إليك(1) فمنع ولم يطلق فى فضاء المزيد، وظهر الفرق بين الحييب والكليم عليهما السلام.
وهذه دقيقة لأرباب القرب والأحوال السنية، فكل قبض يوجب عقوبة؛ لأن كل قبض سد فى وجه باب الفتوح، والعقوبة بالقبض أوجبت الإفراط فى البسط ولو حصل الاعتدال فى البسط ما وجبت العقوبة بالقبض، والاعتدال في البسط بإيقاف النازل من المنح على الروح والقلب، والإيقاف على الروح والقلب بما ذكرناه من حال الثبى من تغييب النفس فى مطاوى الاتكسار، قذلك الفرار من الله إلى الله، وهو غاية الأدب، حظى به رسول الله فما قوبل بالقيض، فدام مزيده، وكان قاب قوسين أو أدنى ويشاكل الشرح الذى شرحتاه قول أبى العباس بن عطاء فى قوله تعالى: (ما زاغ البصر وما طفى قال: لم يره بطغيان يميل، بل رآه على شرط اعتدال القوى.
وقال سهل بن عبد الله التسترى: لم يرجع رسول الله إلى شاهد نفسه، ولا إلى مشاهدتها وإنما كان مشاهذا بكليته لربه: يشاهد ما يظهر عليه من الصفات التى أوجبت الثيوت فى ذلك المحل وهذا الكلام لمن اعتبر موافق لما شرحناه برمز فى ذلك عن هل بن عيد الله.
ويؤيد ذلك أيضا ما أخبرنا به شيختا ضياء الدين أبو النجيب السهروردى إجازة قال: أخبرنا الشيخ العالم عصام الدين أيو حفص عمر ين منصور الصفار النيسايورى قال: أخبرتا أبو بكر أحمد بن خلف الشيرازى قال: أخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن السلمى قال: سمعت أبا نصر بن عيد الله بن على السراج قال: أخبرنا أبو الطيب العكسى، عن أبى محمد الحريرى، قال: التسرع إلى استدراك علم الانقطاع وسيلة، والوقوف علنى حسد الانحسار نجاة، واللياذ بالهرب من علم الدنو وصلة، واستقباح ترك الجواب ذخيرة، والاعتصام من قبول دواعى استماع الخطاب تكلف، وخوف فوت علم ما انطوى من فصاحة الفهم فى حيز الإقبال مساءة، والاصغاء إلى تلقى ما ينفصل عن معدنه بعد، والاستسلام عند التلاقى جراءة، والانبساط فى محل الأنس غرة. وهذه الكلمات كلها من آداب الحضرة لأربابها.
(1) آية 143 سورة الأعراف.
Página 102