La era dorada siriana: una investigación histórica y arqueológica
عصر السريان الذهبي: بحث علمي تاريخي أثري
Géneros
(1) استنباط الكتابة
لا شك أن الذي استنبط صناعة الكتابة أولى الجنس البشري منة عظيمة استحق من أجلها الشكر المؤبد، والرأي السائد بين العلماء هو أن الكتابة استنبطتها الأمة الفونيقية التي سكنت في سواحل فونيقي المعروفة في يومنا بالسواحل اللبنانية، وهذا وحده كاف ليجعل للسريان حق الفخر باستنباط الكتابة؛ لأن بلاد فونيقي، كصور وصيدا وبيروت وجبيل ... إلخ، ليست إلا بقعة صغيرة من بلادهم.
1 (2) تلقين السريان صناعة الكتابة لسائر الأمم
قال البحاثة اللغوي المطران إقليميس يوسف داود ما نصه: «جاء في صحف اليونانيين القدماء أنه في نحو السنة 1590 قبل المسيح، وصلت إلى أرض اليونانيين من بلاد الفونيين التي يقال لها فونيقي، وهي أقصى أرض السريان غربا ... فئة من الشاميين في مقدامها رجل اسمه قدمو، وجلبت إلى هناك صناعة الكتابة، وصار اليونانيون منذ ذلك الزمان يكتبون بالحروف السريانية إلى يومنا هذا، وقد حفظوا إلى الآن أسماءها السريانية بعينها، وأبقوها على ترتيب السريان، بل إن اليونانيين حافظون أسماء الحروف السريانية بالصيغة السريانية دون سائر الأمم التي تعلمت الكتابة من السريان. ثم إن اليونانيين أبقوا الحروف على الصور التي كانت لها عند السريان يوم تعلموها منهم.
2 (3) العلماء وأصل الكتابة
أثبت العلماء أن الأمم العريقة في الحضارة اقتبست صناعة الخط عن السريان، وهاك ما يؤيد ذلك، قال ديودورس الصقلي المؤرخ الشهير في القرن السابق للميلاد: «إن استنباط الكتابة يعود فضله إلى السريان.» وكتب إقليميس الإسكندري في القرن الثاني للميلاد: «ذهب كثيرون من القدماء إلى أن السريان هم الذين استنبطوا الكتابة.»
3
وممن تناول هذا الموضوع الدكتور جايمس الإنكليزي، قال ما تعريبه: «كان كلما وصل إلى يد تاجر سرياني آجر محفور بالكتابة المسمارية، تناول قلمه وعلق على ذلك بالسريانية ما شاء تعليقه. أما في دوائر الحكومة، فإذا كان الكاتب سريانيا دون المحاضر بقلم الحبر على ملف البردي، وإذا كان الكاتب آثوريا دون كتابته بقلم قصب على الآجر. وبالجملة فإن الحضارة السريانية خلفت في جميع الأماكن الشاسعة التي انتشرت فيها آثارا خالدة.
4 (4) فروع الخط الفونيقي السرياني
أقدم الخطوط أو الأقلام المشتقة من الخط الفونيقي هو الخط الذي اصطلح عليه اليهود في عهد قورش ملك فارس (538-535ق.م)، وما زالوا مصطلحين عليه دون سواه في كتابة الأسفار المنزلة، وهم يسمونه «القلم المقدس». وفي تقاليد اليهود أن عزرا الكاتب الشهير لما قدم نحو السنة 457 ق.م من بلاد فارس إلى أورشليم، أدخل هذا الخط السرياني المربع في جميع أسفار الكتاب المقدس؛ لأن أمته كانت تفهم حين ذاك اللغة السريانية أكثر من العبرانية.
Página desconocida