La era dorada siriana: una investigación histórica y arqueológica
عصر السريان الذهبي: بحث علمي تاريخي أثري
Géneros
وممن تعاطى من السريان مع الملوك السجلوقيين يوحنا التفليسي الذي نقل الإنجيل المقدس سنة 1221م إلى اللغة السريانية، وذلك إجابة إلى طلب السلطان علاء الدين كيقباذ المشار إليه، وكانت نسخة ذلك الإنجيل مصححة بخط البطريرك يوحنا بن شوشان، ومشروحة غوامضه بقلمه.
2
ويذكر بعد ذلك تقي الدين الراسعيني الطبيب المعروف بابن الخطاب الذي أتقن صناعة الطب غاية الإتقان علما وعملا، خدم السلطان غياث الدين وابنه عز الدين، وصار له منزلة عظيمة منهما، فرفعاه من حد الطب إلى المعاشرة والمسامرة، وأقطعاه إقطاعات جزيلة، وكان في خدمتهما بزي جميل وأمر صالح وغلمان وخدم، وصادف من دولتهما كل ما سره.
3
وذكر ابن العبري أن البطريرك أغناطيوس الثالث (1222-1252م) قابل السلطان عز الدين بن غياث الدين السلجوقي في ملطية حاملا إليه الهدايا والتحف النفيسة، وقد لفظ هذا البطريرك على مسامع السلطان خطابا بليغا باللغتين العربية والفارسية، ودعا له بالتأييد والنصر.
وذكر المؤرخون أن أغناطيوس الرابع بطريرك السريان (1264-1283) توجه إلى «الطاق» عاصمة التتر وزار هولاكو، ونال منه فرمانا يؤيده في البطريركية الأنطاكية، ثم سار البطريرك دفعة ثانية وزار الملك «أباقا» بن هولاكو وخليفته في تخت المملكة، فكتب له فرمانا ثانيا بالبطريركية.
4
وأثبت المؤرخون أيضا أن هولاكو لما سمع بشهرة الربان شمعون السرياني وبراعته في الطب، أرسل يستدعيه إليه، وعينه طبيبا خاصا في بلاطه الملكي؛ فنال الربان شمعون حظوة عظيمة عند ملوك التتر وملكاتهم، وعند أولاد العترة الملكية كافة. وصرف الربان جهوده ونفوذه في دفع الضيم عن أبناء ملته، وتعزيز شأنهم وصيانة كنائسهم في جميع الأمصار الخاضعة لحكم التتر.
5
وقد توثقت العلاقات الطيبة بين ملوك التتر وبين المفريان ابن العبري لما سمعوا عنه من غزارة المعارف وسمو الأخلاق. ولما جرى الاحتفال بتتويج أحمد خان ملكا على التتر سنة 1279، انطلق المفريان إلى «الطاق» لحضور ذلك المهرجان، واستصحب معه رهطا من أساقفته حاملين الهدايا والتحف إلى الملك الجديد؛ فرحب بهم الملك أحمد خان وتوسع في ضيافتهم، وقلد المفريان فرمانا شاهانيا.
Página desconocida