فامتثل للنصيحة، لم يلق صعوبة تذكر، ولم يكن به رغبة حقيقية. توفر لعمله بحماس وأشواق، أو توفر له الرجل الجديد الذي خلق ليلة الاحتفال بدخول سمير الكتاب. وكان يلحق عند منتصف الليل بغرزة رمضان الزيني في حجرة المراقبة بالحصن الأثري العتيق، ثم يمضي إلى دار عين عند مطلع الفجر.
وكمدير قرأ النص، مسرحية نديم السلطان المقتبسة من ألف ليلة وليلة، وهي التي قدمها حمدون من خزانة مؤلفاته المتراكمة، وشهد أيضا البروفات، وراقب حمدون وهو يقوم بواجباته المتعددة من الإخراج والتمثيل، ورنا بدهشة إلى بدرية وهي ترفل في طيلسان الجارية الرومية. من المؤسف أنه لا دور له في هذا العمل المعقد السحري الفاتن. وقال له حمدون: ستكون المنافسة شديدة،
فقالت بدرية: ميزتنا أن روايتنا جديدة، جميع رواياتهم معادة من التراث الهزلي.
فقال الأستاذ يوسف راضي: لا تنسي أنهم يغيرون العرض كل أسبوع، والمكان لا يحتمل عرض رواية واحدة أكثر من أسبوعين أو ثلاثة ولو كانت جديدة!
فقال حمدون: عندي مخزون غزير، وعندنا التراث أيضا.
فقال المحامي: أنا عندي أيضا رواية جديدة!
فسألته بدرية: فكاهية؟ - دراما جادة تعالج مشكلة تعدد الزوجات.
فقال حمدون: موضوع صالح أيضا للمعالجة الفكاهية. - لكني تناولته من نواحيه المأساوية.
فقالت بدرية: لا يصلح لروض الفرج على أي حال.
فرمق يوسف راضي عزت برجاء، فقال هذا بثقة جديدة: دعني أقرأها أولا.
Página desconocida