فتساءلت باهتمام: هل عينك على عروس أخرى؟ - نعم.
فقالت بقلق: تحدث أمور من وراء ظهري، لم لم تصارحني من أول يوم؟ من؟ - بدرية المناويشي.
أخذت لحظات فانداح الصمت، ثم قالت بنبرة آسفة: لا. - لا؟! ... ألا تعجبك؟ - أمها مزواجة. - إني أتحدث عن البنت لا عن أمها. - البنت لأمها! - حكم غير معقول. - لا خلاف عليه. - لا أصدق ذلك! - أمك لا تخطئ أبدا.
فقال بشيء من الحدة: دعيني أجرب حظي.
فقالت بتوسل: لا تستهن برأي أمك.
فقال بضيق: لا أستطيع أن أستهين كذلك برغبتي. - إني شديدة الرغبة في تزويجك، ولكني حريصة على سعادتك.
فقال بقوة: لن أتزوج إلا بمحض رغبتي الخاصة.
فتأوهت قائلة: هذا صوت جديد يا عزت، أنت طبعا حر، ولكني غير راضية.
انقبض قلبه، لم يهن عليه إغضابها، وهل يستطيع أن يخطو خطوة بغير رضاها؟ قال: لولاك ما فكرت في الزواج الآن قط.
لم تنبس. ثقل عليه صمتها. أخذ يتعذب من الداخل. قال بحسم: لننس ما دار بيننا من حديث.
Página desconocida