Casjad Masbuk
العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
Géneros
وفي هذه السنة ملك الاشرف بن العادل مدينة سنجار صلحا، وسار الى الموصل، فأقام بظاهرها ثم سار يريد اربل فترددت الرسل بينهم في الصلح فاصطلحوا في شعبان.
وفيها عاد 62 جمع من بني معروف الى مواطنهم بالبطيحة 63، فقصدوا شحنة البصرة، وطلبوا منه ان يكاتب لهم الديوان ببغداد بالرضى عنهم، فكتب معهم بذلك وسيرهم مع اصحابه الى بغداد فلما قاربوا واسط لقيهم قاصد من الديوان بقتلهم فقتلوا.
وفي هذه السنة مات الشيخ الزاهد القدوة اسد الشام ابو محمد عبد الله 64 بن عثمان بن جعفر اليونيني وكان طويلا مهيبا حادا جدا، وكان يقوم نصف الليل ويطوف على الفقراء فمن رأه نائما ضربه بعصا له تسمى 65 العافية ويقول له أتنام وربك لم ينم؟ وكان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر قوالا بالحق شجاعا قويا صاحب سلاح وجهاد حاضر القلب دائم الذكر وكان يغزو كثيرا ايام صلاح الدين وله رياضات وكرامات ولا يمس دينارا ولا درهما وكان الملك الامجد يزوره فيقول له يا فلان انت تظلم وتفعل 66 كذا وكذا ولا يحل لك من الله الذي اعطاك هذا الملك، فلا يجيبه بشيء وكان يعتذر اليه، وكان شجاعا لا يبالي بالناس، قلوا أو كثروا وكان قويا. وزنت قوسه فبلغت ثمانين رطلا ولم يفته غزاة قط وكان يتمنى الشهادة فحصلت له يوما، وما لبس في عمره الا الخام وقلنسوة جلد 131 ب/ماعز يساوى نصف درهم. عاش نحوا من ثمانين سنة توفي وهو صائم في عشر 67 من ذي الحجة من السنة المذكورة.
Página 381