Casjad Masbuk
العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
Géneros
ولما قتل شهاب الدين اجتمع الأمراء عند وزيره مؤيد الملك بن خواجا 62 سجستان فتحالفوا على حفظ الخزانة والملك ولزوم السكينة إلى أن يظهر من يتولى الأمر وأجلسوا شهاب الدين وخيطوا جراحه وجعلوه في المحفة 63 وساروا به وربت الوزير الأمور وسكن الناس فلم يؤخذ 64 لأحد شيء ولا اريق ملء محجم دم. وكانت المحفة محفوفة بالحشم والوزير والعسكر والشمسية على حاله في حياته. وتقدم الوزير الى العسكر باقامة السياسة وضبط العسكر وكانت جمال الحرانة 65 التي في صحبته الفي جمل ومائتي جمل. وشغل الغلمان الاتراك الصغار لينهبوا المال فمنعهم الوزير والامراء الكبار [من المماليك وهو صونج صهر ألدز وغيره وامروا كل من له اقطاع] 66 من اصحاب قطب الدين بالعودة اليه. وفرقوا فيهم اموالا كثيرة، فعادوا [وسار الوزير] 67 فيمن بقي معه من العسكر الغوريين واهل غزنة واختلفوا فيمن تقدم 68 بأمر المملكة وكان الوزير والاتراك يريدون غياث الدين محمود 69 بن سام وكان الامراء الكبار الغورية يريدون بهاء الدين سام 70 بن محمد بن مسعود ابن اخت شهاب الدين فارسل كل طائفة منهم الى من يميلون اليه يخبرونه بموت شهاب الدين ويحثونه على المسير الى غزنة [واما بهاء الدين سام] 71 فانه لما علم بوفاة خاله شهاب الدين كتب الى اصحاب غزنة يأمرهم بحفظ البلد ويعرفهم انه واصل اليهم ويعدهم الجميل والاحسان، وكتب الى علاء الدين محمد بن ابي علي يستدعيه اليه والى غياث الدين محمود بن غياث الدين والى ابن خرميل والى هراة يأمرهم باقامة الخطبة له في بلادهم وحفظ ما بأيديهم. ولم يظن أن احدا يخالفه [وسار عن باميان] 72 فلما صار على مرحلتين من بلاده حدث به صداع فنزل ليستريح فازداد الأمر به فأيس من الحياة فأحضر ولديه علاء الدين 113 أ/وجلال الدين فعهد الى الاكبر منهما وهو علاء الدين وأمر اخاه جلال الدين بطاعته وامرهما بقصد غزنة وضبط الملك والرفق بالرعية، وأن يصالحا غياث الدين على ان يكون له خراسان وبلاد الغور وتكون لعلاء الدين اخيه 73 غزنة، وبلاد الهند 74 وهلك هنالك. فسار ولداه 75 علاء الدين وجلال الدين الى غزنة فملكاها فقصدهما ألدز 76 مملوك شهاب الدين وهو يومئذ صاحب كرمان فاخرجهما من غزنة. فاستولى ألدز على غزنة واراد الملك لنفسه وفرق الاموال في العساكر واقطع الاقطاعات، فاقام في غزنة من العاشر من رمضان الى الخامس من ذي القعدة ولم يخطب لاحد 77.
Página 301