قوالات
قال أمين محمد أحمد لسابا عبر الموبايل: سنسافر إلى إثيوبيا مباشرة، ثم من هناك إلى أستراليا.
قالت سابا: الفكرة دي هي الأحسن؛ لأن القاهرة وسوريا كلها بلاد يمكن أن يتوقعنا فيها، وبسهولة يقبض علينا زي الكدايس. - أضفت بنتنا نوار للجواز؟ سألت سابا. - كل شيء جاهز، حتى شهادة الميلاد بالاسم الجديد غيرتها، بس ما غيرت اسمها إلا ... اسم الوالد، فقد سميتها باسم والدها الحقيقي وهو أنا: نوار أمين محمد أحمد. - ها، ها، يا ريته لو عرف، ليه ما غيرت اسمها هي برضو؟ آه، عاجبك اسم نوار سعد؟ - ما تزعلي عندما تلدي ولد، نسميه طه عشان نوزن الموضوع. - أنت نوار لسع عاجباك، وأنا عارفة كدا. - إذا كانت عاجباني ليه أهرب معاك؟ أنت المرأة الوحيدة ملخص من كل النساء وابنة طفلتي، أحبك يا لعينة. - بحبك، بحبك، بحبك، باي ... سامعة صوت في الباب، اضرب لي بعدين، لمان أعمل ليك مس كوول، باي.
سابا تخلي: في مديح الحبشيات
لا الشمس ولا القمر
ولا النجوم منحتني النور
لكنه الظلام
ونور الحب في داخلي مخترقا جسدي.
غونار أكلف
الزمن ليس كله من ذهب، في صباح جميل في الحديقة تحت ظلال الفيكس والستكا وزقزقة الكروان ونداءات الكلج كلج آتية من سدرة في الجوار، أطلقنا للأزمنة أسماءها: زمن من ذهب هو الوقت الذي يكون فيه الشيخ خارج البلاد الكبيرة، وتكون فيه نوار سعد أيضا في سفر خارج البلاد الكبيرة، حينها نغلق أحد البيتين إغلاقا جيدا ونترك ما في الخارج لله والخفير، ونمرح أنا وسابا تخلي في المنزل الآخر، نشبع هواياتنا في مشاهد أفلام الجنس بواسطة ذرن، والقمر الاصطناعي هوت بيرد، ونقرأ كتاب الكماسترا ونطبق الأوضاع التي به ، نقرأ الشعر أيضا، شعر بابلو نيرودا، عثمان بشري، غونار أكلف، نجلاء عثمان التوم، إدوارد إسلن كمنجز، وولت ويتمان، محمد الصادق، أليس ووكر، ودائما ما تتخلل السهرة أغنيات سابا تخلي الحبشية الراقصة التي نرقصها معا، غالبا ما أقدم لإجازة قصيرة من الجامعة، في مثل هذا الزمن حبلت سابا بنوار في وقت ذهبي من هذه الأوقات، هذا سر جمال نوار، نوار أمين محمد أحمد، أليس هذا اسما جميلا. هناك زمن من فضة، وهو زمن أقل جمالا ولكنه أحسن من زمن أقل منه درجة، وذلك عندما يكون الشيخ في سفرية أو نوار سعد في السفر، أي أحدهما خارج البلاد الكبيرة، هنا تحلو المغامرة وسرقة الأوقات الممتعة، لحظات الحياة التي لا تتكرر، وهنالك حقيقة أريد أن أقولها: إن سعادة الحياة مرتبطة عندي بسابا، وكل المعاني الجميلة والاشتياق، الحب، والانتظار، والتفكير، الشعر، الأغنيات، الرقص، الفرح، السفر، الليل، البيوت، السكينة، المشاوير، الكلام، الرطانات، السهر، السينما، الأقمار الاصطناعية، الأمطار، الصيف، الشتاء، الطفولة، الولادة ... كلما مر شيء بي تخللته سابا تخلي، هي امرأة خلقها الله أرق، أنعم، أحلى، ألدن، أنور، أطيب، أحب، أسمى، أنضر، لسابا ما لا يوصف، لكنها تحس، تلمس، تقبل، تعطي، تمنح، تهب، تذوب، تفيض، تضيء، هي اكتمال الأشياء كلها. هي المرأة التي يصبح الزمن كله من ذهب بين ظهرانيها، ولكني أطوع نفسي في زمن المغامرة، في زمن الفضة أيضا، كنا نلتقي - أيضا - عند قهوة الظهر مع نوار أو الشيخ، أي عند تواجدهما، لأنهما لا يشكان في سلوكنا؛ ولإننا لا ندعهما يشكان.
Página desconocida