Casal Musaffa
العسل المصفى من تهذيب زين الفتى في شرح سورة هل أتى - الجزء1
Géneros
ليتعظ العاقل فيرتدع عما يورثه ذما ويتسارع إلى ما يحدث له حمدا كالمرتضى وذويه (رضوان الله عليهم أجمعين).
فإن قيل: كيف أطلق [الله] تعالى قوله: يدخل من يشاء في رحمته ؟ وهذا النوع لا بد له من قبيل ما يوازيه؟
قلنا: أراد: يدخل من يشاء في رحمته فضلا ويدخل من يشاء في عقوبته عدلا فحذف [الثاني] لدلالة ما بعده عليه، والعرب تحب الإيجاز والاختصار لا سيما في موضع يدل الباقي على المحذوف، ويدل عليه قوله تعالى: والظالمين أعد لهم عذابا أليما .
فإن/ 116/ قيل: كيف انتصب قوله: والظالمين أعد لهم ولا ناصب له؟
قلنا: في نصبها خمسة أوجه: أحدها: إرادة اللام فيها، فحذفت اكتفاء بإعادتها في لهم وقد قيل: إن في قراءة عبد الله: والظالمين أعد لهم ؟
والثاني: إنه لما لم يكن لهم حظ في الوصف وإنما هم في الحقيقة فوقع بهم العذاب وهم مفعولون نصبوا بهذا التأويل؟
والثالث: قال الزجاج: نصب الظالمين لأن قبله [كان] منصوبا، والمعنى:
«يدخل من يشاء في رحمته ويعذب الظالمين» ويكون [قوله]: أعد لهم تفسيرا لهذا المضمر.
الرابع: قيل: إن قوله: والظالمين متصل بقوله: يدخل من يشاء في رحمته ولذلك انتصب على تأويل يدخل من يشاء في رحمته ويدخل الظالمين عذابا أعده لهم.
الخامس: قال الجرجاني: إنه مبتدأ منقطع مما قبله، وإنما انتصابه بقوله: أعد لهم لأنهم في موضع مفعول.
واحتج هذا القائل بقوله [تعالى] في [سورة] حم عسق : ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير [9/ الشورى: 42] فقال: لو كان انتصابه بانتظامه بما قبله وعمل ما قبله فيه لوجب أن يكون هاهنا نصبا، مثله [في قوله تعالى]: هل أتى على
Página 100