Casal Musaffa
العسل المصفى من تهذيب زين الفتى في شرح سورة هل أتى - الجزء1
Géneros
بمعنى واحد، قال الشاعر لبيد:
سقى قومى بني مجد وأسقي
نميرا والقبائل من هلال
ومنهم/ 112/ من يفرق بينهما فيقول: سقيت فلانا إذا ناولته الماء ليشرب، وأسقيته إذا جعلت له شربا أو عرضته لأن يشرب بفيه، أو يسقي بزرعه، قال الله:
[وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا] ونسقيه مما خلقنا أنعاما [وأناسي كثيرا] [48- 49/ الفرقان: 25]، وقال الله عز وجل:
[وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء] فأسقيناكموه [وما أنتم له بخازنين] [22/ الحجر: 15]، فقول الله تعالى: وسقاهم ربهم هو كقولك:
«أعطاني الأمير كذا درهما» وإنما أمر الأمير بذلك فباشره خدمه بأمره فنسب إليه [لأنه حصل بأمره]، لا أنه تولى فعله، وكذلك ضرب الأمير اللص، وقطع الوالى يد فلان، وصلب الخليفة الخارجي، وكل ذلك يتولاه الجلادون والجلاوزة بأمره فنسبت إليه [لأنه ينفذ بأمره].
فكذلك يأمر الله سبحانه الملائكة فيسقون عباده فينسب إليه لأنه بأمره يكون.
وقد قيل: تأتيهم كئوس من أعالي الجنة إلى أيديهم لم يحملها كف ولا أبصر حاملها طرف، فلذلك قال: وسقاهم ربهم لأنهم يرون الكأس ولا يرون الساقي!
والطهور: هو الشراب العذب الملذ اللذيذ الذي ليس بنجس ولا مولد النجاسة ولا بمحرم كأشربة الدنيا.
وروي عن عطية أنه قال: [الشراب الطهور] هو الذي لا يبولون منه ولا يسقمون عنه.
فإن قيل: كيف قال: ولا تطع منهم آثما أو كفورا وكلام الله سبحانه تعالى عن الشك؟
قلنا: ليست الكلمة [أو] بموجبة للشك لأنها بمعنى الواو مفردة وقد يضع العرب/ 113/ «أو» موضع الواو، كما يضع الواو موضع «أو»، قال الله سبحانه:
فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع [3/ النساء: 4] أراد- والله أعلم-: أو ثلاث أو رباع ، وقال: وأرسلناه إلى مائة ألف أو
Página 97