71

Casal Musaffa

العسل المصفى من تهذيب زين الفتى في شرح سورة هل أتى‏ - الجزء1

Géneros

وقد يصلح رفع: دانية على الاستئناف، كأنك قلت: وظلالها دانية عليهم.

وقد قيل: إن في قراءة أبي: ودانية عليهم ظلالها بالرفع، وفي قراءة عبد الله:

ودانية عليهم ظلالها بالنصب، وكلاهما بالتذكير، والتأنيث، والتذكير في هذا كالذي ذكرت في قوله: «خاشعا أبصارهم» و خاشعة أبصارهم في كتاب «أزمة الإعراب».

ورفع ظلال ب دانية على الابتداء والخبر على الحقيقة.

وإن نصبت دانية لاتصالها بالمنصوب، ولو قدمت ظلالها لم تكن دانية إلا مرفوعة وتقديرها: ودنت عليهم ظلالها.

فإن قيل: وما معنى قوله تعالى: وذللت قطوفها تذليلا ؟

قلنا: معناه إنهم ينالونها كيف شاءوا وعلى أي حال شاءوا.

وروي عن البراء قال: قياما وقعودا ونياما وعلى أي حالة شاءوا.

وعن مجاهد قال: أرض الجنة من ورق وترابها المسك وأصول شجرها من ذهب وفضة وأفنانها من اللؤلؤ والزبرجد والياقوت. وقال مرة: وزمرد، والورق/ 103/ والثمر بين ذلك فمن أكل منها قاعدا لم تؤذه ومن أكل منها مضطجعا لم تؤذه.

وروي عن البراء عن النبي صلى الله عليه أنه قال: «ذللت له فيتناولون منها كيف شاءوا وهم جلوس وهم نيام وعلى أي حال شاءوا».

فإن قيل: كيف قال: كانت قواريرا وإنما يقال في مثل هذا الشيء: كان أولا على حال ثم زال عنه، تقول للحرف: كان ظنيا، ومعناه: كان أولا ظنا ثم تحول عنه إلى هيئة الحرف؟

قلنا: معناه: تكونت كذلك، وظهر خلقها كذلك، وقد يكون الكون خبرا عن الحدوث والوقوع، مثل قوله [تعالى]: وإن كان ذو عسرة [280/ البقرة: 2] أي كان حدث ووقع، ولذلك ارتفع ذو وليس ذلك بإخبار عن حال متقدمة زالت أو انتقلت.

فإن قيل: كيف قال: قواريرا من فضة ؟ وجوهر الزجاج يخالف جوهر الفضة؟

Página 90