قال: «ماذا أقص عليك! إن القوم يذكرون جيرتك ويتحدثون عنك كثيرا.»
قالت: «وكيف المرزبان وأهله؟»
قال: «كلهم في خير إلا المرزبان فإنه مريض مرضا ثقيلا عجز الطب والأطباء عن علاجه.»
قالت: «أظنه مات. أليس كذلك؟»
قال: «إذا لم يكن مات فإنه يموت قريبا لطول مرضه. والحق يقال إنه رجل طيب القلب يكن لك احتراما كبيرا.»
قالت: «أراك تتلطف في إبلاغي خبر موته، رحمه الله، كيف فارقت أهله؟»
فلم يستغرب ضرغام شعورها بموت المرزبان، وقد تعود منها مثل هذا الشعور المرهف، وأحب الاستطراق إلى التحدث عن جهان فقال: «إن أهله في خير فقد ترك لهم مالا كثيرا.»
قالت: «وقد آل هذا الميراث إلى جهان على ما أظن.»
فاستغرب نسيانها سامان فقال: «وهل نسيت سامان أخاها؟»
فأدركت أنها كادت تبوح بسر تكتمه، وبان الارتباك في وجهها فأطرقت وعيناها ترقصان في وجهها من الحيرة ثم قالت: «لم أنس سامان ولكنني أحسب أن أباه حرمه من الميراث.»
Página desconocida