قالت: «لا أنتظر شيئا ولكنك مع ذلك لم تنل ما أنت أهل له.»
فقال: «تعنين أن أبي كان أعز جانبا وأرفع مقاما مني؟»
قالت: «نعم.»
قال: «فهو إذن من كبار القواد أو الوزراء، وإذا صح ذلك فلا يعقل أن يكون خبره مكتوما عن الناس.»
قالت: «إنه فوق ما ذكرت.»
فبهت ثم قال: «لم يبق إلا أن يكون من أشراف قريش أو بني هاشم أو بني أبي طالب.»
قالت: «إنه أخص من ذلك كثيرا.»
فأطرق وفكر فيما تعنيه أمه فلم يبق إلا أن يكون أبوه الخليفة وهم بأن يسألها عن ذلك فخجل وأمسك وظل ساكتا وهي تنتظر سؤاله فلما استبطأته قالت: «لماذا لا تتم أسئلتك يا ضرغام؟»
قال: «يخجلني أن أقول ما في خاطري.»
قالت: «لا تخجل أن تسأل إذا كان أبوك خليفة، فإنه كذلك!»
Página desconocida