وأن الله سبحانه قد أمر ملائكته بحمله، وتعبدهم بتعظيمه:
تال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾ ١، وقال تعالى: ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ﴾ ٢.
وعن جابر بن عبد الله عن النبي ﷺ أنه قال: "أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام" ٣.
وهو أعلى المخلوقات وأعظمها، وسقفها، وهو كالقبة على العالم، وما تحته بالنسبة إليه كحلقة في فلاة.
قال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين في كتاب "أصول السنة": "ومن قول أهل السنة أن الله ﷿ خلق العرش، واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق"٤.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما العرش فإنه مقبب، لما روي في "السنن" لأبي داود عن جبير بن مطعم قال: أتى رسول الله ﷺ
_________
١ سورة غافر، الآية: ٧.
٢ سورة الحاقة، الآية: ١٧.
٣ أخرجه أبو داود في ٩ "سننه"، كتاب السنة، باب في الجهمية: (٩٦/٥، حديث ٤٧٢٧) .
وأورده ابن كثير في "تفسيره": (٤/ ٤١٤)، وعزاه إلى ابن أبي حاتم " وقال: إسناده جيد، ورجاله كلهم ثقات.
٤ "أصول السنة": ص ٢٨٢، تحقيق: احمد إبراهيم بن محمد بن هارون، رسالة ماجستير من قسم الدراسات العليا، الجامعة الإسلامية.
1 / 34