فقال الكاهن: «منصف باركوس بك! إنني أسمع هذا الاسم منذ أن وطئت قدماي أرض إسطنبول، وإنني سعيد للغاية أن قابلتك شخصيا.» «إن سمعتك تسبقك أيضا أيها الكاهن مولر.» «آمل أن تكون سمعة طيبة.»
ارتشف البك رشفة من شرابه وابتسم. «في الأغلب طيبة.» «هذا يكفيني.»
قال البك وهو يخطو جانبا كي يشرك إلينورا في الحديث الدائر: «أظن أنك تعرف الآنسة كوهين الصغيرة، إنها آنسة رائعة بكل المقاييس، وكما اكتشفت بالأمس فإنها أيضا خبيرة في لعب الطاولة.» «حقا؟»
غضت إلينورا بصرها ونظرت إلى تباين الألوان بين حذائها الأخضر الفاتح وسطح المركب.
قال البك: «لقد هزمتني مرتين متتاليتين بذكاء. أود لو أعزو نجاحها إلى الحظ، ولكن كما يقال فالمرء لا يبحث عن الحظ، ولكن الحظ هو ما يبحث عنه.»
فقال الكاهن بالنبرة الجهورية التي يستخدمها في حالة الاستشهاد: «بالفعل، فالحظ يؤثر على كل شيء. دع صنارتك ملقاة دائما، وفي النهر الذي لا تتوقعه سوف تجد سمكة.»
فاعترض يعقوب قائلا: «لا أعتقد أنه حظ على الإطلاق، فكما أخبرتك على السفينة لقد قرأت كل الكتب تقريبا.»
فردد الكاهن مولر: «كل الكتب؟» ونظر في عيني إلينورا مبتسما: «حسنا يا آنسة كوهين، ما هو كتابك المفضل؟»
فقال والدها وهو يضع يده على كتفها: «هيا يا إيلي، أخبريه بكتابك المفضل.»
نظرت إلى الرجال الثلاثة وهي تقطب جبينها قليلا في الشمس؛ فالحقيقة أنها لم تقرأ سوى العشرات من الكتب.
Página desconocida