وبعد أن بدل جيمس ثيابه استقل عربة حتى طريق لو بيتي شون دو مورت، وسار عبر الشارع العريض حتى فندق بيرا بالاس. كان مبنى ضخما مبهرجا على الطراز الفرنسي، مطليا باللون الأصفر الشاحب، ومزينا بعدد من الزخارف الشرقية المدهشة. وجد فريدريك في بهو الفندق محاطا بمجموعة من المسافرين الألمان الذين يبدو عليهم أنهم قد عادوا توا من نزهة مسائية.
قال فريدريك وهو يشير بيده موضحا الأبعاد: «طوله أربع أقدام، وسمكه كذراعي. كان أضخم ثعبان رأيته حقا، وعندما رأيته كان ملتفا حول رقبة جمل كالطوق.»
تساءل أحد المسافرين بلهجة بريطانية رصينة: «هل ذهبت إلى حي قارئي الطالع؟ لقد اصطحبنا إلياس الترجمان الخاص بنا إلى هناك أمس.»
قال فريدريك وهو يومئ إلى الترجمان المسن: «أول مكان ذهبت إليه بعد النزول من السفينة مباشرة. أخبرت عمال السفن بأن يحملوا حقائبي إلى بيرا بالاس، ثم يشيروا لي في اتجاه حي قارئي الطالع. سوف يصدر مقالي عنه في صحيفة الأحد القادم.»
بينما كان الألمان يهزون رءوسهم بالاستحسان، لاحظ فريدريك جيمس مولر وهو يقف عند أطراف المجموعة يستمع إلى الحديث الدائر.
صاح فريدريك وهو ينهض كي يعانقه: «جيمي، لقد مرت فترة طويلة للغاية منذ أن تقابلنا آخر مرة يا صديقي.»
قادهما كبير الندل عبر مطعم الفندق الرئيس إلى طاولة لشخصين بالقرب من مدخل استراحة المدخنين. لم تكن أفضل طاولة في الفندق بأي حال من الأحوال، ولكن في فندق مثل بيرا بالاس فالكاهن مولر وصديقه الصحفي لا يعتبران شخصيات غاية في الأهمية. وفي طريقه عبر المطعم، لمح الكاهن البارون فون فيتز - الملحق العسكري الأمريكي الجديد - ومجموعة من الأطباء من المستشفى الإيطالي. على أي حال، فإن الإضاءة الخافتة نسبيا للطاولة سوف تناسب أغراضهما أيضا. ذاب الجليد بينهما بسرعة وهما يتجاذبان أطراف الحديث بينهما حول أحداث الأعوام الثلاثة الماضية، ويتبادلان النميمة عن الأصدقاء القدامى من نيوهافن. ولما كان فريدريك يعيش في ألباني، فقد كان لديه المزيد من النميمة كي يشاطرها: انفصال آل هورنر، وكتاب داربي الجديد، والنزاع القائم بين جاك والحاكم، رغم أن الكاهن كانت لديه بعض الأخبار المشوقة الخاصة به، فهو لا يزال على اتصال وثيق بعدد من رفقاء الدراسة، وكما اكتشف فإن الناس يبدون استعدادا أكبر لإفشاء أسرارهم إلى شخص مؤتمن يقطن بعيدا.
قال فريدريك عندما وضع الطبق الأول: «هذا رائع!» وكان سلطة تركية بسيطة متبلة بزيت الزيتون وعصير الليمون.
اتكأ للخلف كي يقيم المطعم بمزيج من الغرور والسذاجة. «إنه نسخة طبق الأصل من أحد فنادق الريفيرا، ولكن ثمة إيقاع شرقي أيضا. إنه مثالي لمجموعتي.»
قال الكاهن وهو يضع قطعة خيار في الشوكة: «أخبرني مرة أخرى ما تلك المجموعة؟»
Página desconocida