Carl Popper: Cien años de iluminación
كارل بوبر: مائة عام من التنوير
Géneros
غير أن بوبر كان أرفق من ذلك إذ ذهب إلى أن التحليل النفسي يتحلى بالمعنى والدلالة ، وأنه نظرية «قبل-علمية»
يمكن أن تطور ذات يوم إلى علم حقيقي قابل للاختبار. غير أنه في صيغته الحاضرة علم زائف لأنه محصن بطبيعته من التكذيب.
غير أن السؤال الأجدى عن أي حال هو ما إذا كان التحليل النفسي قابلا للاختبار في الممارسة الفعلية. فالحق أن التحليل النفسي قلما يخضع للاختبار في الممارسة الحقيقية. وحتى حين يعرض للاختبار فإن الاستدلال كثيرا ما يكون دائريا، بمعنى أن تفسير المعطيات نفسها يتطلب افتراض صدق النظرية. مثال ذلك ما ورد عن نتائج دراسة حول «عقدة أوديب»
Oedipus Complex
حيث كانت «نسبة الفتيات أكبر من نسبة الأولاد بدرجة عالية الدلالة فيما يتصل بتخيل الصورة الذكرية ترتقي الدرج وتدخل الغرفة. وهو بالطبع أقوى «دليل» على صدق نظرية فرويد، حيث إن ارتقاء السلم في نظرية فرويد هو رمز للجماع ودخول القضيب في المهبل.»
19
مثل هذا «الدليل» مشكوك فيه إلى حد كبير لأن هذا الفرق المذكور بين الذكور والإناث لا ينهض دليلا على صدق نظرية فرويد إلا إذا تبنى «التفسير الرمزي» الذي يتضمن أن الفتيات يفكرن في الاتصال الجنسي بأبيهن، أي ب «مصادرة على المطلوب»
Begging the Question ، فالتفسير الرمزي هنا هو فرضية «شيطانية» مختلقة تمنع النظرية من أن تختبر، وما من نتيجة إلا ويمكن أن تكون مؤيدة إذا نحن أفرغنا عليها التفسير المطلوب تأييده.
20
من المتيقن إذن أن التحليل النفسي محصن ذاتيا، وأنه يعج بفروض شيطانية متأصلة فيه من شأنها أن تتملص من أي بيانات مضادة. و«الكبت»
Página desconocida