Carl Popper: Cien años de iluminación
كارل بوبر: مائة عام من التنوير
Géneros
يذهب بوبر إلى أن هناك مشكلتين تواجهان هذا التصور التقليدي للعلم: (1)
المشكلة الأولى هي أنه ليس هناك شيء من قبيل الملاحظة الخام المحايدة، بلا فروض مسبقة وبلا محتوى نظري. فجميع الملاحظات تتضمن فكرة معينة عن طبيعة الشيء الملاحظ تحدد لنا هذا الصنف من الأشياء وتفترضه مسبقا. وهي إذن فكرة محملة بالنظرية وسابقة على أي استنتاج نستمده من الملاحظة. لا ملاحظة بلا فروض نظرية مسبقة. فأن يلاحظ المرء على الإطلاق هو أمر يتضمن بالضرورة فروضا نظرية مسبقة عن الشيء الذي يلاحظه. ونحن في جميع الأحوال عندما نلاحظ فإنما نلاحظ شيئا ما بوصفه كذا أو كيت، هذا الكذا والكيت يحمل معه متضمنات نظرية تأخذنا في الأغلب وراء المحتوى الخالص للملاحظة. عندما نقول على سبيل المثال: «هذا كوب من الماء»، فإن هذا التقرير يحمل معه في حقيقة الأمر فروضا نظرية حول سلوك تلك الكيانات المشار إليها ب «الكوب» و«الماء»، وهي فروض تنطوي على ما يتجاوز مادة الملاحظة الراهنة.
6
ونحن عندما نتعرف على حدثين اثنين بوصفهما تكرارا لنفس الحدث، فإننا هنا ننتقي بالضرورة جانبا معينا يتشابهان فيه، ونضرب صفحا عن بقية الجوانب التي يختلفان فيها. فهما بالتأكيد مختلفان، وإلا لما كانا حدثين متمايزين (مبدأ ليبنتز - هوية اللامتمايزات
Identity of Indiscernibles ). فالملاحظات لكي تكون ممكنة على الإطلاق تتضمن دائما بشكل صريح أو مضمر انتقاء شطر معين من ملامح البيئة ورفض الملامح الأخرى. ذلك أن المجال الممكن للأشياء التي بوسعنا أن نلاحظها هو مجال لا نهاية له، ومن ثم فنحن مضطرون إلى الاختيار، وما نختار أن نلاحظه إنما تحدده لنا اهتمامات نظرية. (2)
المشكلة الثانية هي مشكلة الاستدلال الاستقرائي
Inductive Inference ، ويطلق عليها بوبر اسم «مشكلة هيوم». في حالة الاستدلال الاستنباطي
Deductive Inference
من المحال أن تصدق مقدمات الاستدلال الصحيح دون أن تصدق نتيجته. فإذا قلنا مثلا: [«جميع البشر فانون» و«سقراط من البشر»] فمن الضرورة أن «سقراط فان». أما الدليل الاستقرائي فليس قاطعا بهذه الطريقة، فقد تكون مقدماته صادقة ونتيجته رغم ذلك كاذبة.
تتصف النظريات العلمية بأنها قضايا عامة (كلية) تأخذ صيغة:
Página desconocida