وأربعين سيفا"، يتعجب فيقول: كيف لم تستطع هذه المجموعة من الرجال المدججين بالأسلحة أن تصمد أمام العدد نفسه من المسلمين (١) .
فالمؤرخ المبهوت لم يجد جوابا عن هذا السؤال. ولكنه لم ينسب كل معجزات النبي ﷺ إلى الأساطير الخرافية، وأحيانا يحاول أن يجد لها تأويلات معقولة. مثلا يقول تعليقا عن قصة غرز الرسول ﷺ لسهمه في قاع البئر وانفجار الماء منها: ربما هذا ليس تلفيقا لأن محمدا كان بإمكانه معرفة خصائص هذه البئر، فغرز سهمه في المكان المناسب. (٢) اهـ
ومن هذا القبيل تعليقه على إخبار النبي ﷺ عن أحداث معركة مؤتة واستشهاد زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة - رضوان الله عليهم أجمعين - بأن رجلا يكنى بأبي عامر رجع من الشام قبل خالد بن الوليد وجيشه فأخبر النبي ﷺ بما حدث، ويعتمد المؤلف في هذا القول على رواية ابن سعد (٣) .
وفي آخر الكتاب يحاول بولشاكوف تحليل حياة النبي ﷺ بشكل عام ولا يخفى ذهوله من النجاح الباهر للدعوة الإسلامية، فيقول: محمد ترك لأتباعه نظاما دينيا كاملا مرتبطا بشخصيته يحتوي كل ما يحتاج إليه الإنسان من معرفة حقيقة العبد والإله إلى العبادات المنظمة بدقة. (٤) اهـ